الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أرسل الله عز وجل رسوله بالهدى، ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون، فقد كان المسلمون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يرجعون إليه فيما يعنُّ لهم من مسائل فقهية، فيفتيهم بما يوحى إليه، وهكذا ظل إتباع الكتاب والسنة حتى في عصر الصحب الكرام، حتى كانوا يجمعون الجموع للإفتاء في مسألة معينة، وما كانوا يستحبون الانفراد بالرأي، وظل الحال هكذا في القرون الخيرية، وكثيرًا ما حذرت الشريعة الإسلامية من الشذوذ عن الجماعة، ومخالفة جماعة الأمة الإسلامية، والشذوذ عنها؛ إذ يأكل الذئب من الغنم القاصية، وكان يقول كل إمام من أئمة المذاهب: إذا صح الحديث فهو مذهبي، واجتهد العلماء في العديد من المسائل؛ فجاءت أقوالهم على خلاف ما صح فيها، فشذوا بأقوالهم عن الصحيح في المسألة. وقد اهتم العلماء قديمًا وحديثًا بالأقوال الفقهية الشاذة على مر العصور، فما من مذهب من المذاهب إلا تناول علماؤه ما شذَّ من الأقوال فيه، ســــــــواء عند الحنفية، أو المالكية، أو الشافعية أو الحنابلة، مما يدل على خطورة الأقوال الشاذة على المذهب نفسه، وعلى أتباعه، ليس هذا فحسب؛ بل تناول العلماء الأقوال الشاذة في مستوى المذاهب الفقهية، وفي عصرنا الحاضر، وما نحياه ونعيشه من مأساة، اسمها مأساة الفتوى، فيفتي في دين الله تعالى كل أحد، وتتبع المغرضون الأقوال الفقهية الشاذة، فشنعوا على الفقهاء بها، وحاول البعض الترويج لهذه الأقوال الشاذة؛ لينال شهرة، أومنصبًا، أو غير ذلك من متاع، لكن لا تزال طائفة من أمة النبي لله عليه وسلم قائمة على الحق، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله، فتصدوا للفتاوى الشاذة، ونخلوها نخلا، ونظرًا لأهمية هذه القضية؛ جاء هذا البحث بعنوان: ”الأقوال الشاذة في المجموع للإمام النووي. |