الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد شهد العالم منذ منتصف القرن العشرين وحتى الآن طفرة كبيرة في العلوم الطبية، وقد ظهرت العديد من الإنجازات في هذا المجال ولعل أبرزها وأهمها هو عمليات نقل وزرع الأعضاء البشرية من أشخاص أصحاء أو متوفين إلى أشخاص مرضى، وقد اعتبر العلماء أن ذلك من أعظم إنجازات العصر. وتجدر الإشارة إلى أنه قد دارت العديد من النقاشات في بعض أوجه الخلاف فيما بين علماء الطب من ناحية وفقهاء القانون والشريعة من ناحية أخرى، ويرجع ذلك الخلاف وفق ما يرى فقهاء الشريعة أن علماء الطب قد تجاوزوا الحدود المتعارف عليها من علاج للأمراض وشفاء المرضى إلى تغيير لأعضاء الإنسان، فأصبح الشخص وكأنه آلة فيه قطعة تحتاج إلى تغيير دون النظر إلى حق الإنسان في سلامة جسده وكذا حقه في الحياة الآمنة المطمئنة. لقد تبين لنا من خلال بحثنا في هذا الموضوع والمرتبط بجسم الإنسان وحرمته بل وقدسيتة، عن مدى جسامة الفعل وثراء المشكلات القانونية المرتبطة به وخاصة عندما تثور المسئولية الجنائية ضد القائمين على هذا العمل الطبي عامة والأطباء بصفة خاصة و كذا المؤسسات الطبية( المستشفى/ المركز الطبى ) التي تتم فيها تلك العمليات والمسئولين عن إدارتها أيضاً. أولاً: النتائج: 1- أن الارتباط الوثيق بين حماية جسم الإنسان وتدعيم حريته الشخصية والمحافظة على الجوانب المعنوية كمشاعره وكرامته، فالمبنى والمعنى وجهان لكيان واحد هو الإنسان، وإن هذا الارتباط قد امتد بتأثيره إلى ما بعد انقضاء الحياة ليضع مفهوم احترام جثة الإنسان وخطر التصرف فيها إلا بموجب موافقة من الشخص أو أسرته أو ممثله القانوني، مع ضرورة التأكيد على وضع ضوابط حاكمة لعملية الاستقطاع والنقل للأعضاء البشرية، مع الموازنة في المصالح بين المتبرع والمتلقي ومسئولية الطبيب والجهة الطبية في هذا الشأن. |