الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص عرضنا في فصول هذه الرسالة لثلاثة اتجاهات في التصنيف في علوم القرآن ، الاتجاه الأول ( التقليدي ) الذي انكب على القديم يسترجعه بكل ما له وما عليه ، متناسياً أن لكل زمن أدواته وآلياته ولكل عصر معطياته ، ومتناسياً أيضاً أن لكل عالم زلة . فلقد غفل أصحاب المنهج التقليدي عن هذه الحقيقة وراحوا يقدسون كل ما هو قديم ، وبناءً على هذا زخرت المكتبة الإسلامية بالعديد من المصنفات في الدراسات الإسلامية عامة وعلوم القرآن خاصة تلك التي اتسمت بالطابع التقليدي وهذه المصنفات للأسف لم تضف جديداً يذكر ، ولا شك أن مراجعة الأسلاف لا تغض من قيمة أعمالهم في شيء ، بل هي سنة الكون أن يضع الأولون اللبنة ثم يستكمل المتأخرون البناء ، لهذا وجدنا من الباحثين في العصر الحديث من عقد النية على أن يستكمل هذا الجهد الذي بدأه الأسلاف فانكبوا هم أيضاً على التراث لكن نظرتهم لهذا التراث اختلفت عن نظرة أصحاب المنهج التقليدي ؛ فهم يؤمنون أن كل يؤخذ منه ويرد ، ولا يقتصر الأمر لديهم على مجرد البحث عن زلات القدماء وتصحيحها ، بل أرادوا أن يضيفوا إلي المعرفة جديد وذلك استناداً إلى ما أفرزه العصر الحديث من المعارف والمناهج والأدوات لهذا لم نعدم من المصنفات التي ألفت في علوم القرآن وكان لها من التجديد نصيب ، ثم نجد بين هذا وذاك من أراد أن يوجه لديننا طعنات من الشك والتشويه ، ولم يجد بد من التوجه هو الآخر إلى دراسة علوم القرآن زاعما أنه يحمل لواء التجديد ، لكن هيهات ونيته تسبقه ، فامتلأت المكتبة الإسلامية بكثير من المصنفات يدعي أصحابها أنهم أهل التجديد وأنهم أهل التنوير ، ولكنها مصنفات وظفت لشن حرب ضروس على الإسلام وثقافته . من هنا جاءت فصول الرسالة على النحو الذي ذكرته في المقدمة ، وحاولت أن اتخذ بعض النماذج التي يتضح من خلالها المناهج الثلاثة وأرجو من الله أن أكون وفقت إلى ذلك . |