الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد الحضارة المصرية القديمة من أعظم حضارات العالم القديمة، فقد برع المصريون القدماء في العديد من المجالات المختلفة والتي ساهمت بدورها في التأثير على حضارات العالم قديماً، ولقد توج المصري القديم هذا الصرح المعرفي بتوصله للكتابة، والتي جعلت مصر من أسبق شعوب العالم في هذا المجال، وعرف المصريون دون غيرهم صناعة ورق البردي، وكونت النصوص الأَدَبُية جزء كبير من هذا التراث الضخم الذي تبقي لنا على أوراق البردي، فقد خلف المصريون القدماء الكثير من الروائع في مجال الأَدَبُ، فظهر لنا من دراسة تلك الثروة الأَدَبُية الضخمة مدى براعة المصريين في الإنشاء وجمال الأسلوب وبلاغته، واستخدام المعاني الجميلة والبراعة في التصوير، وساعدهم في ذلك مرونة اللغة المصرية القديمة وما بلغته من امتياز في مجال المجاز والتشبيه والكناية والاستعارة والبيان. كان الأَدَبُ المصري يقرأ ويدرس في المدارس، وكان التلاميذ والطلبة ينسخونه لتقويم ألسنتهم وتعليمهم الفصاحة والبلاغة، وإن كثرة ما نسخ منه في عهود مختلفة ليدل على ما كان له من شهرة ويشير إلى مدى تعلق المصريين به، وقد يشرح أهتمام المصريين بالأدب وتقديرهم له لأنهم جعلوا الإله تحوت إلهاً للكتابة ووصفوه بالحَكْمَةُ والخبرة وأنزلوه مكانة عليا بين سائر الآلهة، وقد تعددت ميادين الأَدَبُ المصري القديم وتنوعت؛ ولعل من أبرزها ”أدب الحكم والنصائح” وهو ما يطلق عليه اصطلاحاً اسم ”الأَدَبُ التهذيبي” أو ”التعليمي” ويقصد به أدب النصيحة والتعاليم والحكم وأنماط التنشئة والسلوك العامة، وتأتي أهمية هذا النوع من الأَدَبُ في كونه مؤثراً في تكويم شخصية الفرد وثقافته. وقد أرتبط في مصر القديمة بالكتابة بشكل عام والأدب بشكل خاص ثلاث مصطلحات هم الكاتب والأديب والحكيم، الفرق بينهم تعد مقارنة نسبية بطبيعة الحال فقد يقترب الفرق بين كل اثنين منهم من الفرق بين البحر والنهر، فكل منها يحوي ماء، وللتقارب الشديد بين هذه المصطلحات ودورها في الحياه كان واجباً تعريف كل منهم على حدا كالتالي |