Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التأويل عند الماتريدية /
المؤلف
القرشي، محمد سعيد مصطفى عبد المعطي.
هيئة الاعداد
باحث / محمد سعيد مصطفى عبد المعطي القرشي
مشرف / عبد الفتاح أحمد فؤاد
مناقش / نورا معوض عباس
مناقش / عبد الفتاح أحمد فؤاد
الموضوع
الفلسفة الاسلامية.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
287 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - الفلسفة الاسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 287

from 287

المستخلص

من خلال ما سبق يتضح لنا أن الماتريدي قد عرف عن كثب جل التيارات الفكرية التي كانت سائدة في عصره, والأهم من ذلك أن هذه الأعمال تنم عن أن صاحبها ينتمي إلي تيار أهل السنة والجماعة, وأنه أحد الزعماء الكبار الذين ناضلوا في سبيل نصرة هذه العقيدة التي يري أصحابها أنها الأقرب إلي روح الإسلام, ومع أن المدرسة الأشعرية كانت ومازالت الأشهر مقارنة بالماتريدية إلا أن البعض يري أن الماتريدية تجاوزت الأشاعرة كثيرًا, وخاصة فيما يتعلق بالعقل وبدوره في فهم المسائل العقائدية والدفاع عنها فبجانب دور العقل الرئيسي في معرفة الله -تعالي-جعلوا له كذلك دورًا غاية في الأهمية بالنسبة لفهم نصوص القرآن الكريم
والسنة النبوية. فلقد وثقت الماتريدية في العقل وجعلته بابًا رئيسيًا للإيمان, أما إذا عجز العقل عن تأويل بعض الآيات لسبب من الأسباب, عليه آنذاك أن يفوض الأمر لله. ونظرًا لدور العقل عند الماتريدي فنجده في صدر كتاب التوحيد قد أنكر إنكارًا كاملاً التقليد الأعمي لأنه لا يصح لمفكر يعتد بعقله ويفهم دينه حق الفهم أن يكون إمعة لغيره من الباحثين أو المفكرين, لأن الحكمة الدينية في أبسط صورها تكمن في أنها مفهوم عقلي أو لنقل قراءة عقلية للنص الديني. هذه القراءة العقلية لا أن تكون بعيدة كل البعد عن التقليد لأن التقليد كعادة إجتماعية أو فكرية من شأنها أن
تميت العقل. هذا مما جعل الماتريدية تأخذ بحكم العقل فيما لا يخالف الشرع, فإن خالف الشرع فلابد من الخضوع لحكم الشرع, والماتريدية فيما يتعلق بفهم العقيدة وتأصيلها لا يعتمدون إلا علي النص القرآني والأحاديث المتواترة, لأن العقيدة لا يمكن أن تؤسس إلا علي النصوص القطعية. بالإضافة إلي ما سبق: نلاحظ أن الإتجاه الماتريدي يميل إلى الوسطية والإعتدال والتي لا يضحي فيها بالعقل لحساب السمع, ولا يضحي فيها بالسمع لحساب سلطة العقل, فلا إفراط ولا تفريط في سلطة العقل أو النص. ذلكم أن كلا من السلطتين في حاجة إلي الأخرى، ولا غني لأحدهما
عن الأخرى. وكذلك أيضاً: لم تكن مهمة علم الكلام في المدرسة الماتريدية، لم تكن قاصرة على الدفاع عن العقيدة ضد المنكرين لها بالأدلة العقلية، بل كانت مهمتها توضيح العقيدة وشرح حقائق الإيمان بالأدلة العقلية، والرد على شكوك المؤمنين التي قد تثار عندهم بإزاء بعض الحقائق الإيمانية وتعضيض الإيمان وتأيديه بالأدلة العقلية . فلقد كانت هناك اشعاعات امتدت عبر القرون من خلال المدرسة الماتريدية، بل ونجد لها صدى في عصرنا الحاضر، وهذا دليل على شموخ هذا الفكر وقيمته الكبرى التي ضمنت له البقاء عبر تلك العصور . وهذه الدراسة والتي كانت محاولة للكشف عن جانب من جوانب ذلك الفكر وهي قضية التأويل عند الماتريدية، فلابد وأن يلقي الباحثون مزيداً من الضوء على جوانب أخرى من جوانب المدرسة الماتريدية، فإن هذا الفكر جدير بالعناية والبحث والدراسة فلا تقتصر الفائدة على مجرد الدراسة للتراث بل تتعداها إلى
الإستفادة من ذلك. أهـــــم التوصيـــات : (1) ضرورة إلقاء المزيد من الضوء على كتب الماتريدية، مثل كتاب ”تأويلات أهل السنة للماتريدي”، وذلك للفائدة العلمية الكبيرة التى يحتويها هذا الكتاب، وكذلك كتاب ”تبصرة الأدلة لأبي المعين النسفي” إذ فيه شرح وافٍ وتفصيل كافٍ للمذهب الماتريدي مما يجعله مرجعاً أساسياً لدراسة أساسيات المذهب. (2) أن ينال المذهب الماتريدي حظه من العناية من الباحثين وضرورة دراسته في الجامعات المصرية والعربية، بجانب دراسة المذهب الأشعري كما يدرس في الكليات الأزهرية .