الفهرس 
من أحكام الطهارة، ويشتمل ثلاثة مباحث:يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 369 |  |  |
| | | from | 369 | | |
المستخلص
فقد تتابعت كلمة عامة علماء الإسلام في فواتح مؤلفاتهم، وكريم مدوناتهم على أن شرف العلم تابع لشرف موضوعه.
وقد حصل بالتتبع والاستقراء اتفاق كلمتهم على أن من أشرف العلوم جمعاً، وأعظمها خيراً ونفعاً: ”علم أحكام أفعال العبيد المشتهر بعد باسم ”الفقه الإسلامي” المشمول في عموم قول النبي : ((مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ))”( ).
لذلك” فإن أولَي مَا صُرفتْ إليهِ العِنَايةُ، وجَرَى المُتسابقون في ميدانه إلى أفضل غاية، وتنافس فيه المتنافسون وشمَّر إليه العاملون: ”العلم الموروثُ عن خاتم المرسلين ورسول ربِّ العالمين الذي لا نجاة لأحدٍ إلا بهِ ولا فلاح له في داريه إلا بالتعلق بسببه الذي من ظفر به، فقد فاز وغنم، ومن صُرف عنه، فقد خسر وحرم”( ).
ولفضائله العظيمةِ تسابق العلماء في تدوينه فقعَّدوا القواعد، وأصَّلوا الأصول، واستنبطوا الألوف المؤلفة من الفروع في آلاف المجلدات.
ومن هنا شددت العزيمة وَيَممَتُ قبلة القصد إلى اختيار عَلَمٍ من أعلامِ الصَّحابةِ الذين هم خير هذه الأمة: ”أبرها قلوباً، وأعمقها علماً وفهماً، وأقلُّها تكلفاً وأصدقها لهجة وأقومها هديًّا، وأسنها حالاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ”( ) فوقع الاختيار - بتوفيق من الله تعالى- على فقه الصحابي الجليل الزاهد الصَّوام العدل الرِّضا الغني الشاكر البَّار الصادق المجاهد المنفق، المسقي من سلسبيل الجنة الذي سبقت له السعادة، وهو في بطن أمه، الذي شرب الصفو وأدرك الودق وسبق الرنق صاحب المناقب العظيمة والفضائل الكثيرة أبي محمد عبدالرحمن بن عوف القرشي الزهري المدني وعن جميع الصحابة الأبرار الأطهار الأخيار.