الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة سمة الأمم المتطلعة للتقدم والنجاح وذلك لأن التوظيف السليم لهذه الفئات سوف يجعلنا نكتسب قدرات جديدة ومهارات لها وزنها بعد أن يتم تدريبها وتأهليها التأهيل السليم ومن أجل ذلك سوف تتناول الدراسة الحالية فئة المكفوفين حيث أن عدد المكفوفين يتنامى ويتزايد مما يصعب المهمة ويدفع إلى التفكير في تقديم الخدمات لهذه الفئة ولكي تكون هذه الخدمات فعالة وتحقق نتائج مثمرة يجب أن تقدم هذه الخدمات بصفة مستمرة تبدأ بدخول الطفل المدرسة وتمتد معه خلال المراحل القادمة خاصة مرحلة المراهقة والتي تمثل أزمة بالنسبة للمراهق كما أطلق عليها أريكسون ”أزمة الهوية” وإذا كان هذا المراهق يعاني من بعض الإعاقات مثل كف البصر فإن هذه الإعاقة قد يتخللها بعض الاضطرابات السلوكية مثل : ”السلوك العدواني – السلوك الانطوائي” وتوصف المراهقة بأنها مرحلة انتقالية بين خصائص الطفولة وخصائص الشباب وهي عملية (بيولوجية معرفية ووجدانية – اجتماعية – تربوية) والتي يحدث خلالها بعض التغيرات (الجسمية – العقلية – الانفعالية – الاجتماعية) لذا يطلق على المراهقين مصطلح (Teen Agers) مابين الطفولة وسن النضج ويعني البلوغ(Puberty) الجانب العضوي للمراهق من حيث نضوج الوظيفة الجنسية. والدراسة الراهنة تقوم بدراسة شخصية الكفيف المراهق وكيفية التعامل مع المشكلات السلوكية التي يواجهها خلال هذه المرحلة النمائية. والهدف الأساسي من دراسة شخصية الكفيف المراهق يتبلور في مدى التعرف على مكونات هذه الشخصية ومدى تكاملها حتى يمكن مساعدة الكفيف المراهق على تنمية شخصية سوية خالية من الانحرافات السلوكية. وحيث أكدت العديد من الدراسات أن الكفيف المراهق يعاني من بعض الاضطرابات السلوكية وأكثرها انتشاراً لديه هو السلوك العدواني والانطوائي وظهور هذه الاضطرابات ترجع إلى فشله في إشباع حاجاته الإنسانية الناجمة عن مفهومه السالب عن ذاته مما يعني عدم تقبله لذاته بالإضافة إلى إحساسه باتجاهات المجتمع السالبة نحوه. هذا المجتمع الذي يمثله الأسرة والمدرسة ولو أضيف إلى ذلك التغيرات التي طرأت على كل من الأسرة والمدرسة من خلال عدم قيامهم بدورهم نحو الكفيف المراهق بسبب النظر إليه على أنه عبء ثقيل – ليتضح مدى اشتراك كل من الأسرة (خاصة الوالدين)، المدرسة (خاصة المعلم – الأخصائي الاجتماعي والنفسي) في أي برنامج إرشادي أو علاجي يصمم لهذه الفئة لتتسم اتجاهاتهم نحو أبنائهم المكفوفين بالعقلانية والواقعية ولأن الكفيف المراهق إنسان له قدراته وحاجاته شأنه شأن المبصر, فلابد وأن تشبع هذه الحاجات كالحاجة للانتماء وتقدير الذات – احترام الذات – الحاجة إلى الاعتماد على النفس والضبط الذاتي والشعور بالسعادة والشعور بالأمان, والحاجة للنجاح والإنجاز بالإضافة إلى حاجاته للحب فهذه الحاجات هي بمثابة غذاء نفسي له يدفعه إلى النماء السليم وينعكس على نضج شخصيته. ومن أجل إشباع هذه الحاجات لابد من تنمية قدراته على أن يكون مسئول عن سلوكه وعن نتائج سلوكه واستثارة دافعيته للإنجاز الذي يحرك الحاضر نحو مستقبل أفضل وأن يتقبل ذاته من خلال تقبل واقعه كمعاق وواقع مجتمعه المحيط به وتنمية القيم الخلقية لديه والتي لاينبع منه إلا كل سلوك مهذب, وأن يتسم سلوكه بالمثابرة وراء الهدف وأن يلقى تشجيع على مايحققه من إنجاز وأن يحل محل السلوك اللاسوي سلوك سوي, وإحلال المرح والمسئولية والتفاؤل محل الحزن والتبعية والتشاؤم. |