Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تقاطع السردى والشعرى فى القصيدة عند المتنبى /
المؤلف
عبد الواحد، شيماء عمر محمد.
هيئة الاعداد
باحث / شيماء عمر محمد عبد الواحد
مشرف / عرفات أميـن
مشرف / سعيد الطواب
الموضوع
الشعر العربى - دواووين وقصائد.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
348 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
5/6/2016
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 354

from 354

المستخلص

يحاول هذا البحث دراسة تقاطع السردي والشعري في القصيدة عند المتنبي ، وينبئ هذا العنوان الذي يتخذ من القصيدة عند المتنبي محورا له ، أن العنصر الشعري المرتبط بالقصيدة الغنائية بوصفها نوعا شعريا ، والمرتبط بالمتنبي بوصفه شاعرا - ينبئ أن الشعري هو العنصر المهيمن على هذه الرسالة اللغوية ، وأن الوظيفة الشعرية هي الوظيفة السائدة خلالها ، في حين يمثل العنصر السردي عنصرا طارئا ؛ قد يورد الشاعر شيئا منه في إطار قصيدته ، بشرط أن يكون مهيمنا عليه ، و موظفا من أجل الشعر ولصالحه ؛ أي أن هذا البحث يقع في دائرة تداخل الأجناس الأدبية ، و ينطلق من مسلمة مؤداها افتقاد الأجناس الأدبية للنقاء التام، و حتمية اقتراض بعضها من بعض .
واذا كان الجنس الأدبي يتأسس من تفاعل مقومات ثلاث على النحو الآتي :
1 ـ العنصر المهيمنأو المهيمنة ( The Dominant): وهو المكون الرئيس الذي يتحكم في بنية الجنس الأدبي ؛ و يحددها ويؤثر في تشكيل العناصر الأخرى المسهمة في تلك البنية و علاقاتها؛ و لذلك لا تخلو منه حالة من حالات الجنس الأدبي ، وإلا فقدت هويتها المتميزة ،” و تعد العناصر المهيمنة في بنى الأنواع الأدبية ، كل على حدة ، المرتكزات الجمالية الأساسية التي تواترت في تشكيلات النوع عبر أشكاله المختلفة في ثقافة بعينها ” و يرجع هذا المصطلح إلى أدبيات الشكلانيين الروس ؛ جاكبسون على وجه الخصوص الذي نشر مقالة قصيرة بهذا العنوان 1935؛ و يعرفه بقوله :” العنصر المهيمن هو المكون المركزي في العمل الفني ، فهو يحكم المكونات الباقية ،و يحددها و يحولها ، إن العنصر المهيمن هو الذي يكفل كمال البنية
” ووفق ما سبق يمثل العنصر المهيمن عامل الثبات في النوع الأدبي؛ الذي يحافظ على هويته ، و يضمن تميزه ، وكذلك تماسك عناصره ؛ فإن كل السمات الأخرى تخضع لتأثيره الحاكم ” و ليس المهم أيضا أن السمات الشخصية الأخرى ربما تتعايش مع العنصر النوعي المهيمن ؛ لأن هذا العنصر المهيمن ( يحكم من أعلى ) وظائف هذه السمات” .
2 – العناصر الجمالية المتغيرة التي قد تظهر في ممارسة أو عدة ممارسات ؛تنضوي تحت هذا النوع الأدبي ، لكنها قد تختفي في سائر الممارسات أو التشكلات التي تختص به ؛ فليس لها ثبات (العناصر المهيمنة) ، و لكنها ذات ثبات نسبي ؛ يسمح بظهور شخصية المبدع في إطار النوع الأدبي الواحد ” و بقدر ما تتسع الأنواع الأدبية لعدد من تلك العناصر، فإن ذلك يكشف عن مرونة النوع الأدبي في تحققاته الكائنة و الممكنة ”.ووفق ما سبق تمثل هذه العناصر الجمالية إضافات كل مبدع وفق قدرته الفنية ؛ التي تجادل التراث السابق عليها ؛ فتضيف إليه أو تعدل منه سواء على مستوى التقاليد الفنية أوعلى مستوى القراءة .
أي أنها تفتح الباب واسعا أمام حركة التجديد؛ وفق فرديات المبدعين و إكراهات العصر ؛ فتحقق مواكبة العصر بشروطه التاريخية ،و تحتوي تفاعل المبدع مع تلك الشروط؛وفق رؤيته الخاصة ، و مقدرته الأدبية ؛ أي أنها بعبارة موجزة تمثل عنصر النسبية أوالتاريخية ، وتؤكد على مرونة النوع الأدبي و قدرته على تقبل الجديد .
3 –الرؤية أو الموقف الوجودي: ”التجسيد الجمالي لرؤية العالم من خلال النوع الأدبي ، و يأتي نتاجا لتفاعل الذات المبدعة و الواقع المعيش”؛ أي المحتوى الذي يتحقق خلال النوع الأدبي، أو بعبارة أدق الذي يتناسب مع طبيعة هذا النوع الأدبي أو تسمح به طبيعته أو تفرضه؛ فمما لا شك فيه أن هناك علاقة جدلية بين : الرؤية أوالمحتوى، و بين الشكل بخصائصه الفنية ، أي أنها بعبارة بسيطة تعبير عن الجدل المعروف بين اللغة و الفكر ، أو بين الشكل و المضمون .
و يبدو الأمر أكثر وضوحا ؛ إذا استدعينا -في هذا السياق- المقارنة بين نوعين متجاورين ؛ هما القصة القصيرة و الرواية؛ فما يسمح به النوع الأدبي الأخير من تعدد الأحداث والشخصيات ، و سرد الحيوات المتعددة ، وتتابع الأجيال، و غير ذلك مما يتناسب مع طبيعة محتوى الشكل الروائي ؛ لا تسمح به- على أية حال - القصة القصيرة ؛ التي تعتمد على تصوير لقطة إنسانية، أوحدث مفرد، أو موقف واحد؛ لشخصية واحدة رئيسة - في الغالب- أو شخصيات قليلة .
و يؤكد تينيانوف أيضا، وهو أحد الشكلانين الروس ؛ أن المهيمنة ، أو العنصر المهيمن هو العامل الأهم الذي يحدد طبيعة الجنس الأدبي ؛ بوصفه المكون الجامع للعمل الفني.
و أوضح مثال للعناصر المهيمنة Dominant) ) : الكثافة الدلالية، و الصور المجازية، وبروز الأنا والوجدانية في الخطاب الشعري . وحضور الصراع ، وتقديم الشخصيات أنفسها بواسطة أفعالها في الأدب المسرحي . وأخيرا غلبة النمط الحكائي الذي يعتمد على الراوي الذي يقدم الشخصيات ، والمحكي أو القصة ، من خلال وجهة نظره ، في السرد .
ولم يخل الشعر العربي القديم من تداخل الأنواع ؛ فقد تقاطع خلال فضاء القصيدة العربية؛ منذ الجاهلية ، الشعري و السردي ، و جاء الثاني في خدمة الشعري وتحقيق أغراضه. وقامت الرموزاللغوية خلال القصيدة بوظيفتين؛ إحداهما :سردية تسهم في بناء القص و تأسيس العالم الحكائي حين تحيل إلى ما يقع خلفها أي الواقع المعيش بشروطه التاريخية من الزمان و المكان و الأحداث و الشخصيات ، وتؤدي عندئذ وظيفة تداولية أونفعية؛ إفهامية .
أما الوظيفة الأخرى فهي الوظيفة الشعرية، و تتحقق عندما ينظر إلى تلك الرموز اللغوية بصفتها دالا مقصودا بذاته، و عندما تصبح الرسالة اللغوية - المؤلفة من تلك الرموز- غاية في نفسها ؛ لا تستهدف- بالأساس- وظيفة النقل لمحتوى الرسالة ؛ من المرسل إلى المستقبل ؛ و تظل الهيمنة أو السيادة في القصيدة لكل ما هو شعري . بل إننا نلاحظ أن المرجع الخارجي، أو الوظيفة الإحالية -في السرد الشعري- لا يخدم سوى الوظيفة الشعرية ؛ التي تهيمن عليها خصائصه؛ ويتفاوت ظهور الثانية باختلاف أغراض الشعر و تنوعها .
و يؤكد استقراء شعرنا العربي القديم حقيقة تقاطع السرد و الشعرخلاله ؛ فعلى سبيل المثال؛ نجد معلقة امرئ القيس تسرد عبر صورها الفنية المتتابعة، مغامرات امرئ القيس وأحداثها؛في مقاطع سردية خالصة و أخرى حوارية، و لم يسلم وصفه لليل و للفرس وللسيل من تقديمه بواسطة السرد في مشاهد شعرية مطولة . و كذلك نجد أكثر المعلقات ، و جل القصائد الجاهلية ؛لا تخلو من حادثة يقصصها الشاعر؛ كقصيدة الأعشى في الإشادة بوفاء السموأل؛ وقصائد حاتم الطائي و الحطيئة في الافتخار بالكرم، و كذلك قصائد الشعراء الصعاليك في وصف إغاراتهم و غزواتهم على الأحياء و القبائل ، و شعر الهذليين في الجاهلية و الإسلام؛ على تعدد أسمائهم؛ و تنوع أغراضه الشعرية ، لا يخلو أيضا من السرد .
وكذلك يعتمد الشعر الإسلامي على السرد في تقديم الرؤية الفنية للشاعر، والتعبير عن مواقفه المتعددة ؛ و من أوضح ما يستشهد به في هذا المجال شعر عمر بن أبي ربيعة؛على سبيل المثال قصيدته المشهورة :
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر غداة غد أم رائح فمهجر
و كذلك شعر الفرزدق؛ ومنه قصيدته التي يحاورالشاعر فيها إبليس ، و يعلن فيها توبته ومطلعها :
إذا شئت هاجتني ديار محيلة و مربط أفلاء أمام خيام
و يستطرد خلالها إلى سرد واسع يبدؤه بقوله :
أطعتك يا إبليس سبعين حجة فلما انتهى شيبي و تم تمامي
فررت إلى ربي و أيقينت أنني ملاق لأيام المنون حمامي...
و يأتي في المقدمة قبل ذلك كله شعر الفتوحات الإسلامية ؛الذي خلد الجهاد في سبيل الله ، ومعاركه في صور فنية ،يتغلغل أثناءها السرد؛ ليصور الصراع الدائر خلالها بين طرفين متضادين ؛ الإسلام و الكفر .
و إذا كان من الممكن القول إن السرد النقي - في الأدب العربي- هو مجرد احتمال ؛ فالسرود العربية – جلها - يتخللها توظيف الشعر وحدات دلالية تكمل الحكي ؛ كما في مقامات بديع الزمان الهمذاني، ومقامات الحريري؛ التي اقترب أسلوبها- في ثرائه الموسيقي وكثافته الدلالية - من الشعر؛فكذلك يمكن القول أيضا إن القصيدة العربية لا تبدو على مستوى الصياغة جنسا نقيا مخلصا للغنائية ؛ فإن خلو القصيدة العربية من السرد يمثل حالة استثنائية تقع في حيز الاحتمال لا في حيز الواقع .
و إذا كان السرد يتغلغل أثناء القصيدة العربية من خلال عناصرها البنائية؛ كالوقوف على الأطلال ، أو الرحلة، أو وصف الحيوان، و أغراضها الشعرية كما ذكرنا ؛ فإنه يوجد في القصيدة العربية أيضا من خلال تقنيات التصوير الفني ؛ فنذكر على سبيل المثال ما أطلق عليه البلاغيون القدماء مصطلح التفريع؛ و عرفه يحيى بن حمزة العلوي ت 749 بقوله : ” أن يصدر الكلام بحرف النفي؛ و هو ما ،و تجعله أصلا لما تريد ذكره من بعده ، ثم يأتي بعد ذلك بأفعل التفضيل”. واصطلح النقاد المحدثون على تسميته بـ ( استدارة التشبيه أو التشبيه الدائري) ؛ ويعرفه أحد الباحثين بقوله: ”وهو المشابهة التي يحدثها الشاعر بين شيئين أوأشياء في تركيب؛ فاتحته نفي بحرف ما ، وخاتمته إثبات بحرف الباء ، و اسم التفضيل الذي على وزن أفعل” . أي أن هذا النوع من التشبيه يقترب من التشبيه الضمني، لكن الشاعر بعد أن يذكر المشبه ينصرف عنه بخياله إلى صورة المشبه به ؛ فيستطرد في ذكر تفاصيلها بطريقة سردية ؛ تفيض بالحركة ؛ وتتخللها الأحداث، ويبرز خلالها الفضاء السردي بعناصره الزمانية و المكانية ، ثم يعود الشاعر في نهاية التشبيه ليربط بين طرفيه؛ ومن أمثلته المشهورة ؛ ماورد في شعر الأعشى الكبير:
ما روضة من رياض الحزن معشبة خضراء جاد عليها مسبل هـطل
يضاحك الشمس منها كوكب شرق مؤزر بعميم النبت مكتهل
يوما بأطيب منها نشر رائحة و لا بأحسن منها إذ دنا الأصل
وغير ذلك من التقنيات التصويرية ؛ التي تحفل بالأحداث ، و تعتمد على الأفعال ، و يبرز خلالها عنصر السرد ، موظفا من أجل خدمة أغراض الشعر الفنية .
و اختارت رسالتنا الحالية شعر المتنبي متنا للدراسة ؛ تختبر خلاله مدى اعتماد المتنبي على السرد في تشكيل تجربته الفنية؛ يدفعنا إلى ذلك ما يلاحظ من أن العلاقة بين التجربة الفنية للشاعر و التجربة الحياتية له علاقة وطيدة واضحة ؛ جعلت السرد يتغلغل أثناء قصائده ؛ في وصف رحلاته المتعددة ، و تنقلاته بين العراق، و الشام، و مصر، و فارس. وكانت الرحلة مفتاح السرد في شعره ؛ حيث غلب عليه الاتكاء على استخدام الأفعال الماضية، و ظروف الزمان و المكان، والأسماء الدالة عليهما؛ من الصحارى و المفاوز ، و المنازل ، والطرق و الدروب ، و الأمواه؛ لإحداث النقلات السردية ، و تصوير مراحل الرحلة .
و دفع الشاعر خلال تلك العلاقة الواضحة بين شعره و حياته إلى ذكرسيرته الشخصية،و البيئة التي نشأ خلالها، و كيف تشكلت طموحاته التي مجدها في شعره ، و سرد قصص سعيه إلى تحقيقها ، وسرد أيضا ما واجهه من أحداث و عقبات ، حالت بينه و بينها؛ وظهرت خلال ذلك الشخصيات التي أعانته ، والشخصيات التي عاندته في تحقيق ما يصبو إليه ؛ ممن التجأ إليهم يمدحهم، و يعيش في جوارهم؛ و من أهمهم بدر بن عمار، و سيف الدولة الحمداني، و كافور الإخشيدي، و عضـد الـدولة البويهي . و قد غلب على مدائحه لأولئك المتنفذين و أصحاب السلطان في عصره ، ومراثيه لذوي قرباهم ، الطابع السردي ؛خاصة في وصف المعارك الحربية لسيف الدولة و غيره ، و مواجهة بدر بن عمار للأسد في طبرية ، و ما عاناه في مصر من أسر وتقييد لحريته ، وإصابته بالحمى .
و كذلك كانت شخصيته المتعاظمة تنبئ بسرديات متنوعة حول ذات الشاعر ، و عظمته ، و شخصيته الغامضة ، و غزواته المتوهمة ، و بطولاته المتخيلة ؛ فقد كان المتنبي بشخصيته الصدامية ، التي جعل من شعره معادلا فنيا؛ أو تمثيلا شعريا لها ، حافلا بالصراع الذي خاضه المتنبي بسيفه و قلمه ، و ترحاله الأبدي ، طوال حياته . كل ذلك يجعل من شعر المتنبي ؛ متنا شعريا ، يصلح لدراسة التوظيف الفني للسرد خلاله ؛ أو ما أسميته بتقاطع السرد والشعر خلال القصيدة عند المتنبي ؛ لأن المعنصر المهيمن خلال قصائده يتمثل في العناصر الشعرية الثابتة ؛ التي جعلت من شعره نوعا أدبيا ينتمي إلى الشعر ، و جعلت من شخصه يشتهر بوصفه شاعرا .
الدراســــــــــات السابـــــــقة :
حظي المتنبي باهتمام العلماء والنقاد و الدارسين القدماء والمحدثين على السواء، وربما لم ينشغل الدرس الأدبي ، و اللغوي ، و التاريخي ، و النقدي ، والبلاغي عند العرب ، بشاعر مثلما عني بالمتنبي ؛ حياته و شعره على السواء . و قد أفرد لحصرها الأخوان كوركيس وميخائيل عواد مجلدا ضخما ( 546 صفحة ) أصدر ببغداد عن دار الرشيد عام 1979 م بعنوان (رائد الدراسة عن المتنبي)؛ ليشمل جهد الباحثين في إحصاء ما كتب عن المتنبي و هو غزير ومتنوع.
وربما كانت عليه استدراكات من علماء مجلة (المورد) العراقية مثل الدكتور محسن غياض و هلال ناجي وغيرهما. و قد ذكر الباحث المصري الدكتور محمد أبو المجد البسيوني في جهده المتميز (ببليوجرافيا الرسائل العلمية في الجامعات المصرية) الذي أصدرته مكتبة الآداب ، عناوين وبيانات عن ثمان وستين رسالة جامعية عن المتنبي و شعره في الجامعات المصرية ؛ و نكتفي بالتمثيل لها - من خلال تصنيفها ؛ وفق ثلاثة أنماط من مناهج الدراسة - على النحو الآتي :
أولا : المنهج التاريخي :
- الشعر في عصر سيف الدولة الحمداني / خلف محمود عبد الرحيم / م 1985 / كلية الآداب سوهاج .
- البداوة في شعر المتنبي / سالي عبد الماجد محمد علي / 1997 / جامعة المنصورة .
ثانيا : المنهج الفني :
- شعر المتنبي دراسة فنية / مصطفى محمد أبو العلا ( رحمه الله ) / 1984 / كلية الآداب/ جامعة المنيا .
- سخرية المتنبي في كافورياته / ياسين سعد محمد / جامعة الاسكندرية / 1992 .
ثالثا : الدراسة البلاغية والأسلوبية :
- التشكيل اللغوي في سيفيات المتنبي / نبيل سيد عبد الفتاح / 1996 / جامعة عين شمس
- سيفيات المتنبي دراسة نقدية للاستخدام اللغوي / سعاد عبد العزيز المانع / 1978 / جامعة القاهرة .
- الخصائص الدلالية لشعر المتنبي / مها محمد زكي / جامعة الزقازيق / 1996 .
- الحكمة في شعر المتنبي / يسري محمد سلامة / جامعة القاهرة ، د.ت.
وبناء على ما سبق ذكره أو الإشارة إليه من الرسائل الجامعية ؛ فإن ما تقدم لايمثل – بالنسبة للباحثة – دراسات سابقة ،يعتد بها في إطار التخصص الدقيق، لدراستها الحالية ( تقاطع السردي و الشعري في القصيدة عند المتنبي ) .
منهــــج الدراســــــــــة :
تعتمد هذه الدراسة بشكل عام على المقاربة النصية critical approach لشعر المتنبي؛ للكشف عن مدى تقاطع السردي و الشعري خلاله ؛ و لإبراز البنى السردية التي تشتمل عليها ، و توضيح عناصرها و مكوناتها ، و كيف يتم تفاعل هذا الجانب السردي مع الطبيعة الشعرية الغالبة على القصيدة ، و اندياحه خلالها ؛ لتحقق وظيفتها الغنائية .
و بناء على ذلك تنبني رسالتنا الحالية على المقاربة النصية التي تمثل جوهر الممارسة النقدية ؛ فما النقد في حقيقته؛ إلا مواجهات متكررة مع النصوص الأدبية، من أجل إعادة إنتاجها، و بناء معناها؛ وفق المتغيرات الثقافية، و الاجتماعية، و النفسية .
وكذلك تنظر دراستنا للقصيدة على أنها هي وحدة الشعر الأولية لا البيت ؛ فهي السياق الأول الذي ينتج المعنى ؛ يعلوه سياق أوسع يسهم كذلك في إنتاج المعنى ، وهو مجمل الإنتاج الشعري للشاعر، وترى أن فكرة التعويل على البيت الشعري الواحد، و عده نصا مستقلا؛ إنما هي من آثار دراسات العلماء النحويين واللغويين و غيرهم ؛ في بحثهم عن الشاهد المفرد أو الدليل المرجح ؛ الذي يمثله أدنى نص في التركيب ، و أوجزه في التعبير .
وتنظردراستنا كذلك إلى القصيدة بوصفها كيانا كليا حيا متفاعلا ؛ تتراسل أجزاؤه و أغراضه من أجل إنتاج موقف وجودي واحد ، و رؤية واحدة للعالم ، و أن نظرية الأغراض الشعرية – لدى النقاد - مفروضة على القصيدة من خارجها ؛ لا تحرص على طبيعتها الفنية المتكاملة ؛ بقدر ما تحرص على وظيفتها النفعية التواصلية .
ويتخذ تحليلنا لقصائد المتنبي -خلال هذه الرسالة- منهجا له؛ من منجزات الشعرية البنيوية لدى جاكبسون، الذي أفاد بدوره من المنجزات اللسانية ل دي سوسير؛ فقد انتفع ” بالمبدأ اللغوي السوسيري المتمثل في أن اللغة تحكمها علاقتان : العلاقة الأفقية بين العناصر اللغويةsyntagmatic و العلاقة الرأسية paradigmatic”([13]) و هو ما يوضحه جاكبسون بقوله : ” إن كل رسالة لغوية تتطلب نوعين من الترتيب :
1 – التنسيق [ و هو أساس بناء المحور التجاوري– الأفقي ؛ علاقات الحضور ] :
و يعني أن كل رسالة لغوية تتألف من إشارات مكونة ،أو تظهر في تناسق مع إشارات أخرى ؛ ويعني هذا أن كل وحدة لغوية تصلح كقرينة لوحدات أشد بساطة أو تجد في الوقت ذاته قرينتها في وحدة لغوية أشد تعقيدا ...
2 – الانتقاء ] و هو أساس بناء المحور الاستبدالي - الرأسي ؛ علاقات الغياب [ :
إن الانتقاء بين ألفاظ متناوبة ؛ يتطلب إمكانية استبدال لفظة بأخرى مساوية لها من جانب و مغايرة لها من جانب آخر ... ، قد لاحظ ذلك فرديناند دي سوسير بوضوح تام” .