الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد قيام الدولة الفاطمية ( ٢٩٦ ٣٦٥ ه/ ٩٠٨ ٩٧٥ م ) ببلاد المغرب نقطة تحول هامة في تاريخ هذه البلاد لما أحدثته من تغيرات على المستوى السياسي المتمثل في القضاء على الدول التي كانت تتقاسم هذه البلاد ، وكذلك على المستوى الفكري متمثلا في إدخال معتقدات جديدة بالنسبة لسكان هذه البلاد متمثلا في المذهب الاسماعيلي الذي لم يكن مألوفا لدى هؤلاء ، وقد ارتبطت تلك السياسة بجملة من الممارسات بغية تحقيق الاهداف العملية واستعادة حقهم المغصوب في زعامة العالم الاسلامي ، واستباحة الممكن واللا ممكن لتحقيق ذلك ، وكانت المصادرات والغرامات جزء من تلك السياسة التي اتبعوها والتي تقوم على فرضية العقوبة للمخالفين لهم في المذهب والمعارضين لهم سياسيا ، واستباحة أموالهم ودمائهم . ولم تقتصر المصادرات و الغرامات على ألافراد بل شملت رجال الدولة والفقهاء والعباد والتجار والعبيد وأهل الذمة إلى جانب المدن كبرقة وطرابلس والقيروان وغيرها ، وكذلك الجماعات كالزناتية ممن أظهروا العداء والمخالفة لهذه الدولة . ومما لا شك فيه أن هذه السياسة المتطرفة أدت إلى تبعات أثرت على مناحي الحياة العامة ، السياسية منها والإقتصادية والإجتماعية ، وأدت إلى ردود فعل حاسمة تمثلت في قيام الثورات في شرق البلاد وغربها ، تطلب دفعها الوقت والجهد ، وأدت في النهاية إلى إنتقال هذه الدولة الفاطمية إلى مصر. |