الفهرس 
المقدمة ومشكلة البحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 122 |  |  |
| | | from | 122 | | |
المستخلص
إن مشكلة أوقات الفراغ تعتبر من المشكلات التي تؤرق بال الكثير من علماء الاجتماع والتربية الرياضية, ويرى محمد محمد الحماحمي, عايدة عبد العزيز مصطفي(2009م) أنه لا بديل لحل مشكلات الفراغ ومواجهتها إلا عن طريق ”الترويح”, الذي أوضحت الدراسات أهميته في خفض حدة القلق, وحدة الاكتئاب النفسي، وتأكيد المفهوم الإيجابي للذات, بالإضافة إلي تأثيره الإيجابي علي مختلف النواحي الصحية, والجسمية والاجتماعية لدى الأفراد, ويؤكد ذلك معنى كلمة الترويح الذي يدل علي الخلق, أوالإبداع, أو التجديد, أوالانتعاش.(44:71)
ويشير محمد عبد العظيم محمود( 2002م) إلي أن برنامج الترويح الرياضي هو ذلك النوع الذي تتضمن برامجه العديد من المناشط البدنية والرياضية, كما أنه يعد أكثر أنواع الترويح تأثيراً على الجوانب البدنية, والفسيولوجية, والنفسية للفرد الممارس لأنشطته المتنوعة التي تتمثل في الألعاب والرياضات, وأن من خطوات بناء البرنامج الترويحي دراسة الأفراد المنتفعين من البرنامج لتحقيق أقصى استفادة من هذه البرامج, حيث توجد برامج ترويحية للمراحل والفئات السنية المختلفة, فهناك برامج ترويحية للأطفال, وأخري للشباب, وللسيدات وبرامج ترويحية لعمال المصانع, ولكبار السن.(63:59)
وتشير عفاف عبد المنعم درويش(2000م)إلي أن مرحلة كبار السن هي إحدى مراحل النمو الأساسية, التي يصاحبها العديد من التغيرات الفسيولوجية والبيولوجية والاجتماعية والنفسية، ويترتب على هذه التغيرات ظهور العديد من المشكلات التي تعوق توافق المسن مع أسرته, ومجتمعه بوجه عام، وتؤثر على حالته النفسية, والمسن هو من تعدى سن الخامسة والستون, وافتقد قدرته على مواصلة العمل, وعادة ما يكون هذا السن بداية ضعف أو تدهور الحالة الصحية العامة, وينعكس ذلك على الناحيتين النفسية والاجتماعية للفرد, كما تظهر تغيرات في الخلايا والأنسجة ووظائفها، ومن الصعب تحديد سن الشيخوخة حيث يحدده البعض بسن 65 سنة مع بداية ظهور التغيرات, والآخر يعتبر سن الستين هو سن الشيخوخة.(68:37)
ويبين حمدي محمد عباس, ولبيب عبد العزيز لبيب(2006م) أن الترويح, والصحة النفسية, ورياضة المسنين من الموضوعات الهامة الجديرة بالبحث والدراسة وتحتاج إلى تضافر جهود العلماء والباحثين في مختلف التخصصات، وذلك لفهم الأبعاد المتعددة لهذه المرحلة التي أصبحت تحتل مكانه هامة واهتماماً متزايداً في الدراسات والعلوم الإنسانية, كما يعد النشاط الترويحي من البرامج التي يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على حالة المسنين الذين يعانون من عدم إشباع حاجتهم البدنية, والاجتماعية, والنفسية, والعقلية.(25: 135)
وقد نصت المادة(83) من وثيقة دستور مصر(2013م)علي أن ”تلتزم الدولة بضمان حقوق المسنين صحياً, واقتصاديا, واجتماعياً, وثقافياً, وترفيهياً, وتوفير معاش مناسب يكفل لهم حياة كريمة, وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة, وتراعي الدولة في تخطيطها للمرافق العامة احتياجات المسنين, كما تشجع منظمات المجتمع المدني علي المشاركة في رعاية المسنين, وذلك كله علي النحو الذي ينظمه القانون.(25:83)
ومن خلال عمل الباحث كمدرب بالمشروع, وتعامله الدائم مع أعضاء المشروع, وكذلك من خلال اشتراكه في اللقاءات المجمعة السنوية, والتي تنظمها وزارة الشباب والرياضة لمراكز الرواد, لاحظ أن هناك مظاهر واضحة للقلق تظهر علي المشاركين, وخوف دائم من الاشتراك في الأنشطة التي يضمها المشروع, اعتقادا منهم بأنها سوف تتسبب في إصابتهم, أو حدوث المرض لديهم, وكذلك لاحظ أن الأعضاء الأكبر سناً والمحالين للمعاش تظهر لديهم مظاهر القلق من الموت, ومن فقدان الأهل, والأصدقاء, ومن انخفاض مستوي الدخل, والقلق علي مستقبل الأولاد, وإحجام عن الاندماج مع باقي الأعضاء في الأنشطة التي يضمها المشروع, وكذلك أن هناك صعوبة في أداء بعض المهارات, وقصور في صفتي التوافق والرشاقة لديهم, لذا قام الباحث بإجراء هذه البحث محاولاً تقديم خدمة رياضية لفئة هامة في المجتمع, لا يجب تهميشها بل يمكن الاستفادة من قدراتهم, وإعادة دمجهم مرة أخري في المجتمع, حيث قد يساهم البرنامج الترويحي الرياضي المقترح في تخفيف حدة القلق لديهم, والارتقاء ببعض المتغيرات البدنية التي تساعدهم في مواجهة متطلبات الحياة.