الفهرس 
المبحث التمهيدي: الإثبات الجنائييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 147 |  |  |
| | | from | 147 | | |
المستخلص
تعد ظاهرة الإجرام من أقدم الظواهر التي عرفتها المجتمعات الإنسانية، ولا تزال محل اهتمام، لإيجاد أفضل الحلول للحد منها، فمنذ القِدَم كانت صور السلوك الإجراميّ تتسم بالبساطة والوضوح، حيث كان يكفي لاكتشافها وإثباتها قيام أدلة تعتمد على الإدراك الحسيّ المباشر كالاعتراف وشهادة الشهود، وإذا ما استعصى الحصول على دليل عن طريق استخدام هذه الوسيلة فلم يكن مستبعدًا تعذيب المتهم لحمله على الاعتراف.
ومع تطور الحياة الإنسانية فقد تطورت وسائل إرتكاب الجرائم، وأضحت أساليب ارتكابها معقدة، تتعدى الأسلوب النمطي التقليدي، مما جعل الأدلة المعنوية غير كافية بمفردها لاطمئنان القاضي واقتناعه، وهكذا تطلبت الضرورة إيجاد وسائل إثبات قادرة على اكتشافها؛ لإنزال الجزاء العادل على الجاني، واستقرار الأمن والسلم في المجتمع، وفي سبيل ذلك سعت المجتمعات المتطورة إلى ضبط الجاني الذي يحاول الإفلات من يد العدالة من واقع آثار بصمات الأصابع التي يخلفها في مسرح الجريمة، وأصبح يُعتمد عليها في الكشف عن غموض الجريمة ومعرفة الفاعل الحقيقي.
لهذا فلا شك أن أثر البصمة لما لدوره الفعال والمؤثر في الإثبات الجنائيّ، يحتل مكانة بارزة بين أدلة الإثبات الأخرى، ومن ثم يعد من أهم وسائل تحقيق شخصية الإنسان التي استفاد منها رجال العدالة في الكشف عن الجريمة، وإسنادها إلى مرتكبها، واحتلت مكانة كبيرة كدليل ماديّ يعتمد عليه في الإثبات، ومع ذلك فان هذه الأدلة منها ما هو قاطع فى دلالته وينعقد به اليقين لدى القاضي، وهذه يُستند إليها للربط بين المتهم والجريمة.