الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعرف موسي ابن ميمون بالعربية أبو عمران موسي بن ميمون بن عبيد الله القرطبي: ولد في قرطبة بأسبانيا 1135 ومات في الفسطاط عام 1206 ثم دفن في طبرية, وهناك إجماع من الذين أرخوا لابن ميمون وعصره بأن سنة وفاته كانت 1204 وليس 1206 كما ذكرت بعض المصادر.على أي حال فإن ما يهمنا هنا هو إلى أي حد يمكن اعتبار موسي بن ميمون من مفسري اليهود وهل يعد مفسرًا شارحًا للنصوص الدينية أم فيلسوفًا مفكرًا؟ لقد اعتبره المؤرخون فيلسوفيًا عقلانيًا إلي جانب كونه يدور في فلك الفلسفة والمنطق, ولعل ذلك يسير إلي حد كبير مع تطور فكر ابن ميمون من ناحية, ثم ارتفاع شأن العلوم الفلسفية في عصره من ناحية أخري الأمر الذي جعل المؤرخون يقولون عنه وعن فلسفته ”أنها لم تتبوأ مكانها الرفيع إلا بظهور أبي عمران موسي بن ميمون بن عبيد الله المتوفي سنة 1204”.إذا كان ابن ميمون في كتابيه السراج وتثنية التوراة مفسرًا فيلسوفًا – إن جاز هذا التعبير – ومقننا للشريعة اليهودية فإنه في دلالة الحائرين كان فيلسوفًا مفسرًا. فهو في هذا الكتاب الذي وضعه على غير عادته باللغة العربية بحروف عبرية أراد أن يوضح كل ما يتعلق بأمور الشريعة اليهودية وإظهار ما يكون خافيا فيها عن فهم الجماهير في بواطن الأمور, بمعني أنه لم يهدف إلي مجرد تفسير وشرح قوانين تشريعية فقط, وإنما هدف إلي الجمع بين الأمور الدينية الظاهرة والفلسفية الخافية في آن واحد وهو ينبه إلي هذا الذي يقصده بقوله: ”وإنما قصدت بهذه المقالة أن أبين مشكلة الشريعة, وأظهر حقائق بواطنها التي هي أعلي من أفهام الجمهور فلذلك ينبغي لك إذا رأيتني أتكلم في إثبات العقول المفارقة, وفي عددها أو في عدد الأفلاك... فلا تظن أو يخطر ببالك أني إنما قصدت لتحقيق ذلك المعني الفلسفي فقط, بل إنما أقصد لذكر ما يبين مشكلة من مشكلات الشريعة فأفهمها وأحل عقدًا كثيرة بمعرفة ذلك المعني الذي ألخصه”. |