Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تصور مقترح للتربية الإعلامية فى مدارس التعليم الثانوي
فى جمهورية مصر العربية فى ضوء بعض الخبرات الدولية
المؤلف
محمد؛مها عبد الفتاح ابو المجد
هيئة الاعداد
باحث / مها عبد الفتاح ابو المجد محمد
مشرف / احمد سيد خليل
مشرف / سهير عبد اللطيف ابو العلا
مناقش / احمد كامل الرشيدي
مناقش / صبري ايراهيم الانصاري
الموضوع
التربية الاعلامية
تاريخ النشر
2012م.
عدد الصفحات
303ص.
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
Multidisciplinary تعددية التخصصات
الناشر
تاريخ الإجازة
29/9/2012
مكان الإجازة
جامعة أسوان - كلية التربية - اصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 289

from 289

المستخلص

يعيش العالم الآن عصر الإعلام الحديث، وتطور وسائط الاتصال، فقد أدي التطور الهائل في وسائل الإعلام والاتصال في السنوات الأخيرة إلي جعل الإعلام جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للشعوب، وأصبح الإعلام الحديث يسيطر علي الساحة الثقافية الدولية، بإمكانياته الهائلة ووسائله المتقدمة، وأدي ذلك لخلق نظام اتصالي متطور أبرز إمكانيات إعلامية هائلة، وسرعة غير مسبوقة في إيصال الرسائل الإعلامية، وتدفق هائل للمعلومات والرسائل الثقافية إلي أي مكان في العالم .
مما جعل الناس يعيشون في عالم تأتيهم فيه المعلومات على مدار الساعة بجميع الصيغ التي يمكن أن نفكر بها: مسموعة ومقروءة، وصور أو رسوم ثابتة أو متحركة أو فيديو، وهي معلومات تحمل قيم واتجاهات أولئك الذين أعدوها أو نقلوها من مصادر أخرى لتحقيق أهداف معينة، وليست الخطورة في وجود هذا الكم الهائل من المعلومات، وإنما إمكانية الوصول إليها من قبل الأفراد من جميع الأعمار. ولذا، لم يعد للخصوصية مكان في عالم المعلومات المفتوح، فلا الجهات الرسمية تستطيع التحكم بها، ولا الكبار يمكنهم توجيهها زماناً أو مكاناً، كماً أو كيفاً للأطفال أو اليافعين .
ولقد أصبح المواطن فى ظل هذا الواقع الإعلامى الجديد محاصراً بكم هائل من الرسائل الإعلامية التى تتفق مع قيمه وأخلاقياته وثقافته، ولكنها فى الجانب الأكبر منها تقدم مضامين ومعلومات وصوراً مشوهة يمكن أن تسهم سلبياً فى منظومة القيم التربوية والأخلاقية عند الأطفال والمراهقين والشباب، وهذه المشكلة بين التربية والإعلام لا تكمن فى تأثير وسائله على النشء بقدر ما ترتبط بكيفية تعامل النشء مع ما تبثه وسائل الإعلام، ولهذا كان على التربية أن تستفيد من خصائص الأداة الإعلامية ومحاولة تجنيد الوسائل الإعلامية فى تحقيق الأهداف التربوية من خلال التربية الإعلامية للنشء واستعراض المتغيرات والمفاهيم والموضوعات التى تسهم فى التفاعل والتكامل المجدى بين التربية والإعلام .
ويعتبر الاهتمام بالتربية الإعلامية (Media Education) ليس جديداً، ففي عام 1982م، طالبت منظمة اليونسكو بضرورة إعداد النشء للحياة في عالم يتميز بقوة الرسائل المصورة والمكتوبة والمسموعة، ومن ثم تزايدت الدراسات والبحوث التي تناولت التحولات الإعلامية في القرن الحادي والعشرين، والعلاقة بين الجمهور الإعلامي ووسائل الإعلام المتنوعة، وخصوصا مجتمع الأطفال والشباب الذين يتأثرون تأثرا كبيراً بتلك الوسائل الإعلامية المتنوعة، وهذا يوضح مدي حاجة طلاب المدرسة الثانوية المصرية للتربية الإعلامية لضمان تعايش آمن لأبنائها في ظل تأثيرات وسائل الإعلام المتنوعة وتحديات مجتمع المعرفة، وإدخال التربية الإعلامية بهدف مراجعة طريقة تلقي الطلاب وتعرضهم لوسائل الإعلام بإيجابياتها وسلبياتها، وذلك من خلال برامج مدرسية للإعلام المدرسي والتربية الإعلامية .
مشكلة الدراسة :
لقد ازدهرت العديد من برامج التربية الإعلامية المدرسية أثناء العقود الماضية في كثير من دول العالم، فالتربية الإعلامية الآن تعد مجالاً دراسياً أساسياً في المجتمع الأكاديمي الدولي، حيث تشكل التربية الإعلامية قاعدة تربوية مهمة، وعنصراً جوهرياً يمكن الطلاب من فهم الكيفية التي يشكل الإعلام إدراكهم.
وعلى الرغم من أهمية التربية الإعلامية فى ظل التحديات المعاصرة، والاهتمام العالمى بدور المدرسة فى التربية الإعلامية والذى بدأ من القرن العشرين، وعلى الرغم أيضاً من نتائج وتوصيات الدراسات فى مجال التربية الإعلامية، وما أسفرت عنه الدراسة الاستطلاعية التى أجرتها الباحثة فى بعض المدارس الثانوية فى محافظة أسوان، فإن الواقع يشير إلى قصور الدور الذى تقوم به مدارسنا فى هذا المجال، فإذا تأملنا الواقع الحالى فى مدارسنا، نجد أن ما يتعلمه الطالب فى المدرسة ينفصل تماماً عما يتلقاه من وسائل الإعلام التى تفوقت على دور المدرسة فى التربية، لما يتوفر لها من عناصر الجذب والإثارة والتشويق مع ما يقابله من جمود وبطء فى العملية التربوية داخل أسوار المدرسة التى يقع على عاتقها الجزء الأكبر من مسئولية بناء الإنسان المعاصر القادر على مواكبة تطورات العصر المتسارعة، وفى مقدمتها القدرة على التعامل الواعى مع وسائل الإعلام .
لذا يمكن تحديد مشكلة الدراسة من خلال التساؤلات الآتية :
1- ما الأسس المفاهيمية والنظرية للتربية الإعلامية ؟
2- ما مجالات وميادين التربية الإعلامية فى التربية المدرسية واللامدرسية ؟
3- ما الخبرات الدولية المتقدمة في التربية الإعلامية بالمدارس الثانوية ؟
4- ما واقع التربية الإعلامية بالمدارس الثانوية المصرية ؟
5- ما التصور المقترح للتربية الإعلامية فى مدارس التعليم الثانوى فى جمهورية مصر العربية فى ضوء بعض الخبرات الدولية ؟
أهداف الدراسة :
الهدف من الدراسة الحالية هو وضع تصور مقترح للتربية الإعلامية فى التعليم الثانوى فى جمهورية مصر العربية فى ضوء بعض الخبرات الدولية .
أهمية الدراسة :
تضمن موضوع الدراسة الحالية أهمية نظرية وأخرى تطبيقية كما يلي:
‌أ- الأهمية النظرية: تنطلق أهمية الدراسة الحالية من أهمية التربية الإعلامية، وضرورة الاهتمام بها في المدارس الثانوية سواء على صعيد المناهج والمقررات الدراسية أو الممارسات والنشاطات الإعلامية لطلاب المدارس الثانوية من خلال مختلف ميادين التربية الإعلامية بالمدرسة، وتحاول الدراسة الحالية تقديم إطار نظري عن مختلف مجالات وميادين التربية الإعلامية بالمدارس الثانوية كما تحاول أن تفتح الطريق أمام دراسات مستقبلية .
‌ب- الأهمية التطبيقية: تمثلت الأهمية التطبيقية لهذه الدراسة في إمكانية إفادة القائمين على تطوير التعليم قبل الجامعي في مصر بحلول ممكنه لبعض مشكلات الأنشطة المدرسية وخصوصا الإعلامية منها، ومن أهم تلك الجهات وزارة التربية والتعليم المصرية، والقائمين على تطوير الأنشطة المدرسية، وطلاب المدارس الثانوية المصرية، والمهتمين بقضايا تحسين جودة العملية التعليمية ومخرجاتها وفقا لمقومات وملامح التعليم قبل الجامعي في مصر والعالم، وبعض القائمين على البرامج الإعلامية الموجهة للنشء في وزارة الإعلام .
منطلقات الدراسة :
1- أن التربية الإعلامية تختص بالتعامل مع كل وسائل الإعلام التي يتم تقديمها باستخدام أي نوع من أنواع التقنيات
2- التربية الإعلامية يجب أن تبدأ من المدرسة وربما قبلها، وهي حق لكل طالب لضمان حرية التعبير والوصول للمعلومات وإرساء قواعد الديمقراطية .
3- تمثل الدراسة في ميدان التربية الإعلامية ضرورة تربوية تهدف لرفع مستوى الوعي عند الجمهور الإعلامي بدءً من مستوى الجهود الشخصية والمعرفة العامة إلى مستوى المعرفة العلمية المنظمة القادرة على توظيف وسائل الإعلام المتنوعة في العملية التربوية بالشكل الأمثل .
منهج الدراسة :
اعتمدت الدراسة الحالية علي المنهج الوصفي التحليلي الذي يهتم بتحليل الواقع تشخيصاً وتفسيراً واستخلاصاً للنتائج ويمتد إلي حد تقديم تنبؤات أكثر دقة، واعتمدت الباحثة علي هذا المنهج في التعرف على الإطار المفاهيمى للتربية الإعلامية ورصد أهم مجالاتها وميادينها بمرحلة التعليم الثانوى، بالإضافة إلى وصف الوضع الراهن للتربية الإعلامية في مصر والمشكلات التي تواجهها، وإلقاء الضوء على الخبرات العالمية فى هذا المجال .
أدوات الدراسة :
اعتمدت الدراسة الحالية على الأدوات الآتية :
1- استمارة استطلاع الرأى للتعرف على واقع التربية الإعلامية فى بعض المدارس الثانوية بأسوان .
2- المقابلة الشخصية مع المسئولين والمهتمين بالأنشطة المدرسية بالمدرسة، وذلك بغرض جمع معلومات عن واقع التربية الإعلامية ومجالاتها ونقاط القوة والضعف فيها .
3- استبانه للتعرف على واقع التربية الإعلامية بالمدارس الثانوية المصرية وجوانب القوة والضعف في الممارسات والنشاطات الإعلامية بالمدرسة الثانوية .
حدود الدراسة :
تمثلت حدود الدراسة الحالية في الحدود التالية :
1- الحدود الموضوعية: تحددت فى وضع تصور مقترح للتربية الإعلامية فى مدارس التعليم الثانوى فى ج.م.ع فى ضوء بعض الخبرات الدولية .
2- الحدود البشرية: تمثلت عينة الدراسة من مديري ووكلاء ومعلمي وإداريين المدارس الثانوية في محافظة أسوان .
3- الحدود المكانية: تناولت الدراسة الميدانية مدارس التعليم الثانوى بمحافظة أسوان .
4- الحدود الزمانية : استغرقت الدراسة الميدانية الفترة ما بين 10/6/2012 وحتى 2/7/2012.
إجراءات الدراسة :
لتحقيق أهداف الدراسة والإجابة عن تساؤلاتها، جاءت هذه الدراسة مكونة من ستة فصول، أولهما: الإطار العام للدراسة الذى تضمن مشكلة الدراسة وتساؤلاتها وأهدافها وأهميتها ومنطلقاتها وحدودها وأدواتها والمنهج المتبع، بالإضافة إلى الدراسات السابقة ومصطلحات الدراسة وخطواتها، وثانيها: دراسة لمفهوم التربية الإعلامية وتاريخها وأهدافها ومبادئها ومبرراتها ومميزاتها ومعوقاتها ومتطلبات نجاحها، كما تضمن الفصل الثالث مجالات التربية الإعلامية فى المؤسسات التربوية المدرسية واللامدرسية، فى حين تناول الفصل الرابع التربية الإعلامية فى ضوء خبرات بعض الدول، كما تناول الفصل الخامس إجراءات الدراسة الميدانية ومناقشة نتائج هذه الدراسة وتفسيرها، وأخيراً جاء الفصل السادس متضمنا خلاصة نتائج الدراسة، ثم تقديم تصور مقترح للتربية الإعلامية فى مدارس التعليم الثانوى فى ج.م.ع .
أهم النتائج :
توصلت الدراسة إلى مجموعتين من النتائج، هى كما يلى :
أولاً- نتائج الدراسة النظرية، منها :
1- تعد التربية الإعلامية أحد الموضوعات الحديثة التى يغفل عنها الكثير وتندر فيها الدراسات السابقة .
2- التربية الإعلامية هى منظور من خلاله نتعرض لوسائل الإعلام ونفسر معنى الرسائل التى نتلقاها .
3- التربية الإعلامية تصبح أكثر تأثيراً عندما تتكامل أدوار الآباء والمعلمين والمختصين فى الإعلام وصناع القرار لخلق وعى نقدى أكبر بين الأفراد .
4- توجد بعض المبادىء والحقائق الأساسية التى ترتكز عليها برامج التربية الإعلامية ومن أهمها التعرف على كيفية بناء وتركيب الرسائل الإعلامية، ودور وسائل الإعلام فى بناء الإطار المعرفى وفهم الحقيقة والعالم لدى الفرد ، بالإضافة إلى أن الرسائل الإعلامية تتضمن بعض الأغراض والسياقات السياسية والاقتصادية وغيرها، وأن تفسير الرسائل الإعلامية يتم من منظور فردى .
5- هناك عدد من المبررات التى تدعو للاهتمام بوجود التربية الإعلامية والتى منها التقدم فى تكنولوجيا المعلومات، وكذلك تكنولوجيا الاتصالات، والعولمة الإعلامية، والغزو الثقافى .
6- قدمت بعض الدول المتقدمة التربية الإعلامية للطلاب بالمدارس فى صورة المنهج المتكامل داخل المواد الدراسية المختلفة مثل كندا وروسيا .
7- يوجد بعض الدول المتقدمة فى مجال التربية الإعلامية، تقوم بتقديم التربية الإعلامية لطلاب المدارس من خلال مادة دراسية مستقلة هى التربية الإعلامية مثل ولاية Thueringen فى ألمانيا .
ثانياً- نتائج الدراسة الميدانية :
1- نتائج المحور الأول والذى تتعلق بسلبيات الرسائل الإعلامية الفضائية على الطلاب والتى منها:
- أن هناك اتفاقاً حول الحاجة الماسة لوجود التربية الإعلامية وضرورة تفعيل دور المدرسة فى تحقيق تربية إعلامية للطلاب بهدف تنمية قدرتهم على التفكير الناقد والبحث والاستقصاء .
- أظهرت النتائج أن الاهتمام بالتربية الإعلامية يرجع إلى تعدد سلبيات الرسائل الإعلامية التى تهدد مستقبل الطلاب والتى تتمثل فى :
* أن بعض الرسائل الإعلامية الفضائية تسهم فى إضعاف القيم الدينية لدى الطلاب، مما يؤكد على ضرورة الاهتمام بالتربية الإعلامية للطلاب .
* أن بعض الرسائل الإعلامية الفضائية تلعب دوراً فى تنمية عادات التدخين وإدمان المخدرات لدى الطلاب .
* أن بعض الرسائل الإعلامية الفضائية تهدف إلى ترويج ثقافة الغربيين وفلسفتهم وسلوكهم فى الحياة .
* أن بعض الرسائل الإعلامية الفضائية تؤثر في الوقت الحالي سلباً على احترام الطلاب لأساتذتهم .
2- نتائج المحور الثانى والذى يتعلق بإيجابيات التربية الإعلامية بمدارس التعليم الثانوى، وأبرزها :
- أن هناك اتفاقاً أن التربية الإعلامية تسهم بدرجة كبيرة في ترسيخ العقيدة والهوية الثقافية والانتماء والاعتزاز باللغة العربية وهو من أهداف التعليم بصفة عامة .
- أظهرت النتائج أن التربية الإعلامية تساعد الطلاب على ربط المواد الدراسية بالأحداث والوقائع الحقيقية، وذلك من خلال استخدام الوسائل الإعلامية فى عملية التعليم التى تساعد فى إكساب الطلاب لمهارات التربية الإعلامية .
- أوضحت النتائج أن التربية الإعلامية تسهم فى مساعدة المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات على اكتساب الثقافة التربوية .
- أبرزت النتائج أنه يمكن للتربية الإعلامية أن تسهم فى إدخال أنواع جديدة من البرامج فى المناهج الدراسية وخاصة الرياضيات والعلوم وتكنولوجيا الحاسبات والمعلومات .
3- نتائج المحور الثالث والذى يتعلق بمعوقات التربية الإعلامية بمدارس التعليم الثانوى والتى منها :
- الحاجة إلى إعادة تنظيم الجدول المدرسى لتوفير الوقت اللازم لتقديم التربية الإعلامية للطلاب .
- الحاجة إلى تدريب المعلمين على مهارات التربية الإعلامية، فقد أكدت استجابات أفراد العينة على أن العديد من المعلمين يفتقد مهارات التربية الإعلامية والتى منها القدرة على تنظيم النشاط المدرسى تنظيماً منهجياً يؤدى إلى تحقيق أهدافه.
- الحاجة إلى تغيير النظام التقليدى للامتحانات، حيث أكدت استجابات العينة على أن نظام الامتحانات التقليدية يسهم فى تقليص دور التربية الإعلامية ووضعها من الناحية العلمية على هامش الأهمية .
- أن هناك ضرورة لتفعيل دور المدرسة فى التربية الإعلامية من خلال الاهتمام بتدريب الطلاب على التفكير العلمى فى حل المشكلات
وأخيراً وفى ضوء نتائج الدراسة وخبرات بعض الدول المتقدمة فى مجال التربية الإعلامية، تم تقديم تصور مقترح للتربية الإعلامية فى مدارس التعليم الثانوى فى ج.م.ع، وقد تضمن هذا التصور :
• فلسفة التصور المقترح ومنطلقاته .
• أسس التصور المقترح .
• أهداف التصور المقترح .
• ملامح التصور المقترح .
• الضمانات الواجب توافرها لنجاح التصور المقترح .