Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
عناصر التشكيل الفني في الرواية العربية التاريخية في مصر في النصف الأول من القرن العشرين:
الناشر
جامعة عين شمس .
المؤلف
جاد الله ،كمال علي عبدالمقصود علي.
هيئة الاعداد
مشرف / يوسف حسن نوفل
مناقش / محمد حسن عبد الله،
مناقش / محمد عبد المطلب مصطفى
مناقش / يوسف حسن نوفل
باحث / كمال علي عبدالمقصود علي جاد الله
الموضوع
التشكيل الفنى. الرواية العربية. القرن العشرين.
تاريخ النشر
2011
عدد الصفحات
ص.: 398
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2011
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 398

from 398

المستخلص

عنوان هذه الدراسة ((عناصر التشكيل الفني في الرواية التاريخية في مصر في النصف الأول من القرن العشرين – دراسة فنية)).
وتقع الدراسة في مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة.
تمحورت المقدمة – بعد تمهيد قصير – حول المحاور الآتية:
1- خطة الدراسة.
2- أسباب اختيار الموضوع.
3- الدراسات السابقة.
4- منهج الدراسة.
أما الفصل الأول، وهو بعنوان: ((في الرواية التاريخية – مقاربات تمهيدية)) – فقد بدأ بتعريف الرواية التاريخية، وتعريف التاريخ، وتوضيح الفرق بينهما، ثم توضيح أوجه التشابه بينهما، وكذلك علاقة الروائي بالمؤرخ والفرق بينهما، ودور الأول وحدوده، عندما يتناول التاريخ روائيًا. ثم تناول هذا الفصل ظهور الرواية التاريخية في الغرب، ودور السير والتر سكوت في ذلك، ثم ظهورها في الأدب العربي، عن طريق الترجمة تحديدًا، ومراحل تطورها في مصر، منذ ظهورها حتى سنة 1952م.
أما الفصل الثاني، فعنوانه: ((موضوعات الرواية التاريخية وقضاياها)) وقد ركز هذا الفصل على موضوعات الرواية التاريخية عند جرجي زيدان، وذلك من خلال وقفة قصيرة، مع موضوعات الروايات التاريخية، التي ظهرت قبل روايات هذا الرائد الكبير؛ كروايات سليم البستاني مثلاً، عُدّت هذه الوقفة القصيرة، بمثابة مدخل لدراسة موضوعات الرواية التاريخية، عند جرجي زيدان، والأسباب التي دفعته لكتابة تاريخ الإسلام روائيًا، والكيفية التي أثر بها ((تعليم التاريخ)) على البناء الفني في رواياته التاريخية، وموقفه من المادة التاريخية، وكيفية استخدامه لها، وتصرفه في مصادرها، ثم موقف النقاد من زيدان ومن رواياته بين الهجوم والدفاع.
أما الفصل الثالث، فعنوانه: ((بناء الشخصية في الرواية التاريخية)). وقد تعرض هذا الفصل، أولاً، لدراسة الشخصية في الرواية، بعامة، ثم دراسة الشخصية في الرواية التاريخية، بعامة كذلك، ثم دراسة الشخصية في روايات زيدان التاريخية، ثم دراستها في المرحلة التي تقع بين بدايتي الحربين الكبريين 1914- 1939م، مع التطبيق على ثلاث روايات بدراسة الشخصية غير التاريخية فيها، وهي روايات: ابنة المملوك لمحمد فريد أبي حديد، وباب القمر لإبراهيم رمزي، وعبث الأقدار لنجيب محفوظ.
أما الفصل الرابع والأخير، فقد تعرض لدراسة اللغة ومستوياتها، في الرواية التاريخية، وذلك بعد مناقشة عامة للمقصود بلغة الرواية، ولماذا ندرسها؟ ووقفة مع السرد والحوار، بوصفهما جناحي اللغة الروائية، ثم وقفات سريعة مع اللغة في الروايات التاريخية قبل زيدان، واللغة في روايات زيدان التاريخية، ثم اللغة في الرواية التاريخية بين بدايتي الحربين الكبريين، ثم كانت الدراسة الموسّعة، لمستويات الأداء اللغوي في الرواية التاريخية، في أربعينيات القرن العشرين، ثم مقارنة بين لغتي الروائي الواحد في رواياته التاريخية ورواياته غير التاريخية.
أما الخاتمة، فقد رصدت النتائج التي توصلت إليها الدراسة، ويتمثل أهمها في الآتي:
- تعددت تعريفات الرواية التاريخية، لكنها – في أغلبها – اتفقت على أن الرواية التاريخية، هي نوع من الكتابة الروائية، يتخذ من التاريخ مادة له، فتدور أحداثها حول موضوعات تاريخية، أو حول شخصيات تاريخية حقيقية، لكنها لا تنقل التاريخ بحرفيته، بقدر ما تصور رؤية الكاتب له، وتوظيفه لهذه الرؤية، للتعبير عن تجربة من تجاربه، أو عن موقف له تجاه مجتمعه.
- التاريخ تاريخ، والفن فن، لا يتماهى أحدهما في الآخر، ولا يشمل أحدهما الآخر؛ فتكون بينهما علاقة أشبه بعلاقة الكل بالجزء، أو العكس، وهما – التاريخ والفن – قد يتماسان أو يتقاطعان، لكنهما – أبدًا – لا يتطابقان، لوجود حدود فاصلة بينهما، تمنع هذا التطابق، مهما بدت هذه الحدود واهية.
- ظهرت الرواية التاريخية، أولاً، في الغرب، ثم عرفها الأدب العربي، عن طريق الترجمة، لعديد من روايات أعلام الرواية التاريخية في الغرب، وقد اضطلع بهذه الترجمة، في البداية، مجموعة من المترجمين الشوام، ثم لحق بهم عدد من المترجمين المصريين، مما مهد الطريق لظهور الرواية التاريخية في الأدب العربي.
- مرت الرواية التاريخية في مصر منذ ظهورها، قبل جرجي زيدان، حتى عام 1952م بأربع مراحل، تمايزت فيها الرواية التاريخية، من حيث عناصر التشكيل الفني، وكانت تتطور، من مرحلة إلى أخرى، باتجاه النضج وبروز السمات
- تمكنت الرواية التاريخية - على يد جرجي زيدان – من أن تكون لونًا روائيًا خاصًا، له سماته وجمهوره ومعجبوه، وكانت سلسلة الروايات التاريخية، التي أخرجها زيدان، جزءًا من ظاهرة اجتماعية وثقافية، في عصره، استطاع بها أن يمهد الطريق، لمن جاء بعده من الروائيين، الذين كانت لهم إسهاماتهم المميزة، في مجال الرواية التاريخية، كمحفوظ وأبي حديد وباكثير والعريان والجارم وعادل كامل ومحمد عوض محمد وإبراهيم رمزي وغيرهم.
- اتسمت روايات زيدان، بطابع الجفاف، في الحدث والموضوع والشخصية واللغة، وذلك بسبب حرص زيدان على تعليم التاريخ، وجعله الفن في المرتبة الثانية بعد التاريخ.
- بني بعض الروائيين، رواياتهم التاريخية، على شخصيات تاريخية حقيقية، والتزموا حيالها بما ورد في المصادر التاريخية، بينما جعل بعضهم الآخر، من شخصيات غير تاريخية، أبطالاً لرواياتهم التاريخية. وقد جاءت الشخصيات غير التاريخية، أكثر وضوحًا، وحملت سمات العصر ورائحته، وتُمكن معها الروائي، ومن رصد تحولات المجتمعات وتغيراته، بصورة أشمل وأوسع، لكون هذه الشخصيات غير التاريخية، خرجت من قلب المجتمع، فمثلت – بذلك – القاعدة العريضة، في هذه المجتمع، بخلاف الشخصيات التاريخية، التي كانت – غالبًا – من طبقة الصفوة: الملوك والأمراء والقادة وكبار الشعراء.
- تميز كل روائي، من الروائيين التاريخيين، الذين تعرضت لهم الدراسة – بلغة خاصة، وأسلوب خاص، لكنهم اشتركوا جميعًا، في سرد رواياتهم التاريخية، مستخدمين الفعل الماضي وضمير الغائب، عدا روائي واحد، هو محمد عوض محمد، في روايته ((سنوحي))، حيث استخدم فيها ضمير المتكلم مع الفعل الماضي.
- استطاع الروائيون – محل الدراسة – من تحقيق مبدأ الواقعة في لغة رواياتهم التاريخية، حيث جاءت اللغة في رواياتهم متناسبة مع الشخصيات الناطقة بها – إلا قليلاً – ولما كانت هذه الشخصيات هي من الملوك والأمراء والقادة وكبار الشعراء وغيرهم، لذا فقد جاءت هذه اللغة فخمة جليلة رصينة، لتناسب قامة هذه الشخصيات. وكذا قامة العصور التي عاشت فيها هذه الشخصيات، والأحداث التي قامت بها.
- الروايات التاريخية، التي ظهرت في أربعينيات القرن العشرين، وعددها ست وثلاثون رواية – دارت حول موضوعين: فرعوني، وعربي إسلامي. وهو ما ظهر بشكل جلي، في عناوين هذه الروايات، حيث دلت هذه العناوين، على مضامين الروايات، أما من خلال ذكرها صريحة، أو من خلال العنوان الفرعي المفسر للعنوان الرئيسي. أو من خلال عناوين مجازية مبهمة، لا يبين معها موضوع الرواية إلا بعد قراءتها. ولهذا جاءت هذه العناوين، أكثر جمالية من سابقتها؛ لكونها أكثر ارتباطًا بمتنه الروائي، وأكثر تشويقًا للمتلقي.
- استحوذت العناوين التي اتخذت شكل العلم المفرد (نفرتيتي) أو جاءت على صورة النكرة المضافة إلى معرفة (شجرة الدر) أو جاءت على صورة المعرفة المتبوع بنعت (الوعاء المروي) – على ثلثي عناوين الروايات التاريخية، التي ظهرت في أربعينيات القرن العشرين.
- بينما يحرص الروائي – في الرواية التاريخية– على أن تكون لغته الروائية، متواءمة مع شخصية قائلها؛ فيحرص على أن يكون السرد والحوار والوصف وغيرها، في رواياته التاريخية، فصيحًا جليلاً.
رصينا – نجده في رواياته غير التاريخية، يتحرر من قيود تلك اللغة التاريخية، فيسرد باللغة الفصحى أو بالعامية، ويدير حوارات شخصياته بالفصحى أو بالعامية، وفي ذلك – أيضًا – مواءمة بين اللغة وقائلها وعصرها وموضوع الرواية.
الموضوع التاريخي والشخصية التاريخية والعصر التاريخي، هي الموجِّه الأول، للغة الروائي التاريخي، فكلما دارت الرواية التاريخية حول موضوع عظيم، وشخصية غنية، وعصر فريد، كلما كانت اللغة الروائية في الذرى من الفصاحة، والجمال وقوة العبارة ونقاوة الألفاظ. حتى إن اللغة الروائية، في الروايات التاريخية، لكاتب واحد، تفاوتت مستوياتها، لتفاوتها في هذه الأمور الثلاث، وهو ما نجده عند أبي حديد والجارم والعريان.
فقد غايرت اللغة في الرواية التاريخية، اللغة في الرواية غير التاريخية؛ فجاءت – على الإجمال – متسمة بسمات واحدة – وإن تفاوتت بين كاتب وآخر، وبين رواية وأخرى لدى الكاتب ذاته – فرضتها طبيعة الموضوع – حروب، ثورات، فتن، نزاعات، سقوط دولة وقيام أخرى… إلخ – وقامت الشخصيات – ملوك، أمراء، قادة، فرسان، شعراء فحول،… إلخ – ومكانة العصر – راشدي، أموي، عباسي، أندلسي،… إلخ – لذا جاءت هذه اللغة فخمة جليلة سامقة رنانة عظيمة، لتناسب هذه الأمور الثلاث وتتلاءم معها.