الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تكتسب علاقات العمل الفردية منها او الجماعية اهمية بالغة فى ظل تلك التحولات التى يشهدها العالم و ذلك من عدة امور لعل ابرزها فكرة تاريخ العمل ذاته فالعمل ليس مجرد وسيلة للبقاء و انما هو تجسيد لتطور الحياة ذاتها ، ومراة صادقة عن مدى ماوصلت اليه تلك المجتمعات من تطور وبتتبع تطور فكرة العمل سنجد بجلاء انه كلما كان العمل موضع احترام فان التاريخ يكون شاهدا على التقدم و الرقى سواء فلى جانبه العملى او الاخلاقى، وعلى النقيض، فان انهيار الحضارات يربط ارتباطا و ثقيا بالانتقاص من قيمة العمل و احترامه، هذا فضلا عن قيمة العمل فى الاديان السماوية سواء اليهودية او المسيحية، فضلا عن قيمة العمل فى الاسلام، الذى وضع فيه المولى عز وجل بنصوص قرانية صريحة سيقت سائر الفلسفيات - الاقتصادية و الاجتماعية و الانسانية - قواعد حماية العمل و تأمين ظروف معيشية و انسانية لائقة. ولاشك ان التحول الايدولوجى المتسارع - سواء الاجتماعى او الاقتصادى - الذى يشهده العالم بصفة عامة، و المجتمع المصرى بصفة خاصة، فى ظل انتشار الافكار الرأسمالية بديلا عن الافكار الاشتراكية، يعيد الى الاذهان و على افاق البحث القانونى مسألة انسانية العمل، حيث ان هذه المسألة تفرض كثيرا من الابعاد الاجتماعية و النفسية و المعيشية، خاصة وان التجربة الرأسمالية تحمل من المأسى الانسانية مايمس الطبقة العاملة، ومالايمكن نسيانه او تجاهله، فقد اهملت التجربة الرأسمالية توفير الحد الادنى من انسانية ظروف و شروط العمل، الامر الذى كتب لهذه التجربة الفشل، و خلق نوع من الصراع سواء على المستوى الانسانى او الاقتصادى فى غالبية البلدان التى خاضت التجربة الرأسمالية وانتهى الحال الى ان سادت التجربة الاشتراكية فترة ليست بالقصيرة. وجدير بالذكر ان دراسة حاضر تلك الظواهر الاقتصادية يفرض التعرض لتاريخها، فالافكار الاقتصادية هى دائما و ابدا نتاج تلك الحقبة الزمنية. |