Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
صورة الأندلس في الإبداع الشعري والمسرحي
عند أحمد شوقي وأنطونيو جالا
دراسة مقارنة
المؤلف
عبد الحليم ,همام عبد اللطيف
هيئة الاعداد
باحث / همام عبد اللطيف عبد الحليم
مشرف / الطاهر أحمد مكي
مشرف / عبد المعطي صالح عبد المعطي
الموضوع
الابداع الشعري- الاندلس
تاريخ النشر
2009
عدد الصفحات
164.ص:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2009
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 164

from 164

المستخلص

ستظل الأندلس مسرحية مأساوية، تثير قرائح الشعراء والكتاب من عرب وإسبان ومن أمم أخرى، يتلقطون منها الأحداث، ولحظات الانتصار ولحظات الانكسار، وينسجون من وحيها شعرا ورواية ومسرحا وتماثيل ولوحات وشتى أنواع الفنون محاولين أن يعبروا عن طريقها عما تمثل لهم الأندلس في نفوسهم، فهي بالنسبة للعرب الفردوس المفقود، وبالنسبة لبعض الإسبان المنصفين حلقة حضارية لا يمكن فهم الحضارة الأوربية_على تشعبها_ إلا بوضع هذه الحلقة في مكانها الصحيح.
وقد كان تأثر أدباء مصر وغيرهم بأخبار الأندلس وأدبها وأصداء هذا التأثر من استلهامهم لها في أعمالهم الإبداعية، لافتا لنظر الباحث حول دراسة هذه المادة الخصيبة من الأدب المصري والأدب الإسباني، التي تناولت الأندلس بكل ملامحها، فاستقر رأيه على الخوض في هذا المجال، وهو القيام بهذه الدراسة المقارنة، حول صورة الأندلس في الإبداع المصري والإسباني، ولأن طبيعة البحث اختيار في المقام الأول، فقد وقع اختياري على أديبين رائدين في هذا الموضوع -صورة الأندلس-، أحدهما مصري وهو أمير الشعراء أحمد شوقي، والآخر هو أنطونيو جالا أحد أبرز الشعراء والروائيين و المسرحيين الإسبان المعاصرين، وعلى اختلاف الهوة الزمانية والمكانية بين الأديبن إلا أنه قد جمع بينهما كثير، فقد أمسك كل منهما بأكثر من طرف من فنون الأدب، فشوقي كتب الشعر والمسرح الشعري والمسرح النثري والنثر الفني، وجالا أيضا كتب الشعر والمسرح والرواية والمقال.
ومن هنا فقد وقعت على ما يجمع بينهما فيما يخص هذا الموضوع الأندلسي فاخترت الشعر والمسرح فحسب، لأن شوقي لم يكتب رواية على الرغم من أن أحد أعمال أنطونيو جالا الروائية الضخمة قد استلهم من التاريخ العربي الأندلسي(المخطوط القرمزي)، وهو جدير بالدراسة.
ولعل هذا هو أول بواعث اختيار هذا الموضوع فقد جمع بين الاثنين تناول كل منهما للأندلس العربية سواء في الشعر الغنائي أو في الأعمال المسرحية.
ولعل من البواعث أيضا لإقامة هذه الدراسة أن أنطونيو جالا الكاتب القرطبي لم ينخلع من جذوره التاريخية الأندلسية، وذلك في إنصاف يحمد له، حيث إن كثيراً من المبدعين والمستشرقين لا تقودهم مثل هذه الحيدة والنزاهة، فضلا عن أن جالا كثير التناول للأندلس العربية والإسلامية، بعد زوال التعصب الذي اقترن كثيراً بعقابيل محاكم التفتيش، وحركة التنصير التي قادها الإسبان ضد الموريسكيين أمداً طويلاً، حتى صدر مرسوم الطرد النهائي سنة 1613، علماً بأن غرناطة سقطت في الثاني من يناير 1492م، كذلك فإن جالا كاتب مقروء في لغته ومترجم إلى كثير من لغات العالم مما يجعل لكلامه أثراً محموداً لدى قرائه، وحسبنا أن إحدى مسرحياته (خاتمان من أجل سيدة) طبع منها مليون نسخة، وعرضت في مسارح إسبانيا وأمريكا اللاتينية1000 يوم، يضاف إلى ذلك أن جالا صاحب أسلوب بليغ في لغته، في حين يعرى بعضهم من البيان العالي، أما اختيار أحمد شوقي فيرجع لعدة أسباب منها مكانة الشاعر الفنية بين شعراء عصره، وعلاقته بالأندلس من الجهة التاريخية حيث ظل منفيا هنالك خمس سنوات كذلك لغزارة نتاجه الشعري والمسرحي بوجه عام، وما تناول منه الأندلس على وجه الخصوص، كما أن البحث آثر اختيار شوقي لسمو فنه وبلوغه القمة في تطويع اللغة لخدمة عمله الفني شعرا كان أو مسرحا. فضلا عن أن الأدب المقارن بين العربية والإسبانية قليل بالنسبة للآداب الأخرى فرنسية وإنجليزية. وكل هذه البواعث وغيرها وقفت وراء هذا الاختيار.
وقد اعتمدت هذه الدراسة على منهج المدرسة الأمريكية في الأدب المقارن فهو من التراحب والسعة ما يستأهل قيام مثل هذه الدراسات حيث لا تشترط وجود عملية التأثير والتأثر التي هي لب المدرسة الفرنسية في الأدب المقارن، ومن هنا فتقوم هذه الدراسة على أسس المدرسة المدرسة الأمريكية النقدية في المقام الأول، محاولة البحث عن الاتفاق والاختلاف عند كل منهما في التناول، مسترشدة بعدد من المناهج النقدية المعروفة مثل المنهج التاريخي (دراسة الأعمال الإبداعية متعلقة بظروف مبدعيها)، والمنهج الفني(من حيث الدراسة التحليلية للأعمال)، والمنهج النفسي أحيانا (في تفسير بعض الأعمال الأدبية مثل دراسة العاطفة وأثرها في الشعر)، وغيرها من المناهج ما دامت تخدم البحث.
وتأتي هذه الدراسة في ثلاثة فصول يسبقها مقدمة وتلحقها خاتمة ثم الملاحق، وتفصيل ذلك كالآتي:
المقدمة: وتعرض لأسباب اختيار الموضوع، ثم منهجه، ثم تعرض في النهاية لما عالجه البحث تفصيلا.
الفصل الأول: بعنوان (أحمد شوقي والأندلس) ويتناول حياة أحمد شوقي مركزا على ثقافته ونفيه إلى الأندلس وروافده الأندلسية، ثم يدرس صورة الأندلس في إبداعه الشعري تجربة وأداء حيث تمثل الأندلس جزءا كبيرا من ديوان الشاعر فلشوقي عدة قصائد أندلسية شهيرة مثل (أندلسية)، و(الرحلة إلى الأندلس)، و(صقر قريش) وغيرها. ثم دراسة مسرح شوقي الأندلسي المتمثل في مسرحيته النثرية (أميرة الأندلس) التي تدور حول الأوضاع المتردية في عصر ملوك الطوائف من حيث العناصر المسرحية المتعارف عليها(الشخصيات والحدث والزمان والمكان والحوار).
الفصل الثاني: بعنوان (أنطونيو جالا والأندلس) يتناول سيرة حياة الرجل بصورة موجزة تستضيء بجوانب حياته ما كانت مفيدة ودالة. وفي هذا الصدد نقف عند تأثير قرطبة والأندلس عموما في أدبه، حيث يعيش هذه المشاهد كل لحظة تتخلل وعيه أو لاوعيه. و نركز على تجربته الإبداعية عموماً، وتجربته الأندلسية خصوصاً. ثم الانتقال لدراسة صورة الأندلس في إبداعه الشعري، والشعر الأندلسي عند جالا يمثله ديوان (وصية أندلسية) انفرد قسم كبير منه بالحديث عن المدن الأندلسية، والشخوص الأندلسية، والحنين إلى قرطبة – خاصة – في عصرها الزاهي. بالإضافة إلى بعض القصائد الأندلسية المتناثرة في مجموعته الشعرية الكاملة. وبعد ذلك دراسة للمسرح وأهم ما يمثله: خاتمان من أجل سيدة ، وخمس مسرحيات أندلسية، وفي الأولى -وهي مسرحية مطولة- يستعرض استيلاء المرابطين على مدينة بلنسية من أرملة السيد القمبيطور، وتتردد أسماء شخصيات عربية مثل المزدلي، وابن غلبون وغيرهما، كما تتردد أبرز الملامح الاجتماعية العربية في تصرفات القادة المسيحيين، وفي الثانية (خمس مسرحيات أندلسية) وهي ذات فصل واحد، وتتناول محنة ابن رشد، واستيحاء مراثي مدينة الزهراء حظية عبد الرحمن الناصر وسميت المدينة باسمها. كذلك المنصور بن أبي عامر وتحليلا لشخصيته وانتصاراته، وطموحاته التي لا تقف عند حد، وكانت فترة زاهية في الأندلس العربية، إلى أن جاء ولده شنجول، وأضاع مملكة المنصور، حيث طمح إلى ولاية العهد.
وتدور الرابعة حول قصر إشبيلية -وهو قصر المعتمد بن عباد- وما تعرض له من أطماع الطامعين بعد زوال الدولة المعتمدية، وكان ختامها قصر الحمراء وكان عبارة عن مرثية حزينة عاطفة لأبي عبد الله الصغير.
الفصل الثالث: بعنوان (مقارنات بين أحمد شوقي وأنطونيو جالا) ويتناول المقارنات بين الكاتبين في صورة حياتيهما، وعلاقة كل منهما بالأندلس، ثم صورة الأندلس لدى كل منهما (شعرا ومسرحا) من حيث التجارب الأندلسية وكيفية التناول الوقوف أمام الحوادث التاريخية والاسقاطات الرمزية لديهما، ومدى موائمتهما بين الإبداع والتاريخ.