Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إقليم قسطيلية من الغزوة الهلالية
وحتى نهاية الدولة الحفصية
5- 9هـ/ 11- 15م
المؤلف
مصطفى حسين الأنصاري,جيهان
هيئة الاعداد
باحث / جيهان مصطفى حسين الأنصاري
مشرف / محمود إسماعيل عبد الرازق
الموضوع
تضاريس الإقليم وأثرها في خصوصيته التاريخية.-
تاريخ النشر
2009
عدد الصفحات
443.ص:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2009
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - التاريخ الإسلامي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 443

from 443

المستخلص

على الرغم من كثرة الدراسات الحديثة فى تاريخ المغرب و حضارته فى الأونة الأخيرة فما زالت بلاد المغرب ذلك القطر الفسيح الواسع و الحافل بأحداثه فى العصر الإسلامى يحتاج إلى جهود مضنية تغوص فى أعماق تاريخه و نسوق نموذجًا من تلك القضايا المتبقية فهناك أقاليم و مدن عديدة فى وسط المغرب و جنوبه لا يزال الباب مفتوحاً لدراستها، و من هذا المنطلق اخترت اقليم قسطيلية (أى منطقة الجريد) و تتبعته فى المصادر التاريخية المتاحة لدى لرسم صورة تقريبية لتاريخه السياسى و الحضارى فى العصر الوسيط.
و تبدو أهمية هذا الموضوع فى أنه محاولة لدراسة أثر الظروف الطبيعية التى تمتعت بها قسطيلية فى تكوين خصوصيتها التاريخية عبر العصور.فقد كان لموقع الإقليم المنعزل على حافة الصحراء بعيدًا عن السلطة المركزية بإفريقية أثر فى قيام العديد من الدويلات و الإمارات المحلية المستقلة على أرضه، كما شجع القرب من الصحراء أمراء بني غانية على إتخاذ الإقليم مركزًا لعملياتهم العسكرية ضد الدولة الموحدية، كما كان للقرب من بلاد السودان فضل فيما كانت ترفل فيه هذه البلاد من غنى و ثراء، كذلك ساعد اتصالها بورجلان و جبل نفوسة و غيره من مراكز الخوارج الإباضية فى بلاد المغرب على ازدهار ونشاط فرقة الخوارج الإباضية فى بلاد الجريد، حيث صارت معقل هام من معاقل مذهب الخوارج الإباضية فى إفريقية.
و فضلاً على ذلك فقد إتسمت بلاد الجريد برقى واضح و رخاء واسع طيلة العصور الوسطى، كما كانت من أعظم الأقاليم التى أكسبت بلاد المغرب حضارة مادية فعّالة و مؤثرة حاز بفضلها شهرة كبيرة ذاعت فى كافة الأرجاء.
و قد اشتملت هذه الدراسة على عدة مباحث غطت كافة جوانب الموضوع على النحو التالى:
تمهيد, عنوانه: ” جغرافية إقليم قسطيلية أي منطقة الجريد ” و تناول موقع إفريقية و أهميته ثم تسمية إقليم الجريد و حدوده و أهمية موقعه، ثم عرضت لشط الجريد و مدنه الرئيسية ثم تناولت التضاريس و المناخ و أثرهما فى خصوصية الإقليم التاريخية، و بعد ذلك تطرقت للعمران و عناصر السكان.
ثم خصصت الفصل الأول، و عنوانه: ” بلاد الجريد قبل الغزوة الهلالية ” لفتح المسلمين بلاد الجريد، كما عرضت لأحوال الإقليم السياسية فى عصر الولاة و الأغالبة و الفاطميين من خلال موقف الإقليم من الفكر السياسى و الدينى لهذه الدول التى تعاقبت على حكمه, كما عرضت لأحوال الإقليم السياسية فى عصر الولاة و الأغالبة و الفاطميين من خلال موقف الإقليم من الفكر السياسى و الدينى لهذه الدول التى تعاقبت على حكمه.
و أما الفصل الثانى، و عنوانه: ” بلاد الجريد و الغزوة الهلالية ” ، فقد تناول أوضاع بلاد الجريد السياسية و المحلية و المذهبية خلال الفترة التى سبقت مباشرة قدوم القبائل العربية و أثرها فى تمهيد أحوال الإقليم لاستقبال الهلالية، ثم تناول مجىء القبائل العربية و ما أحدثته من تغيير فى موازين القوى السياسية و البشرية و المعطيات اللغوية و الدينية و المذهبية و الجوانب الإقتصادية لبلاد الجريد.
و الفصل الثالث، و عنوانه: ” بلاد الجريد فى عصر الموحدين”, يعرض لأحوال بلاد الجريد السياسية فى عصر الدولة الموحدية من خلال معرفة ثورات أمراء بلاد الجريد السابقين و دراسة الصراع حول بلاد الجريد بين الموحدين و الطامعين و المغامرين و توضيح دور العرب المستقرين فى بلاد الجريد ضد الموحدين.
و خصص الفصل الرابع، و عنوانه: ” بلاد الجريد فى عصر الدولة الحفصية”، لدراسة الإمارات المحلية المستقلة فى بلاد الجريد، من خلال معالجة عوامل قيام هذه الإمارات و علاقتها بالدولة الحفصية و العرب الهلالية و الإمارات المحلية المجاورة، ثم موقفها من الإحتلال المارينى لإفريقية و التجائها لطلب العون و المساعدة من الدولة الزيانية، ثم إبراز مظاهر السيادة المحلية، و بعد ذلك قمت بمناقشة و تحليل العوامل التى أدت إلى زوال الإمارات المحلية.
و أما الفصل الخامس، و عنوانه: ” بعض مظاهر الحضارة فى بلاد الجريد ”، فقد أفردته لبيان و إبراز بعض مظاهر الحضارة فى بلاد الجريد، من خلال عرض لأغلب النظم و المؤسسات المتعلقة بالإقليم من النظام الإدارى و المالى و الدواوين و التقسيم الإدارى و النظام العسكرى و القضائى و دراسة الأحوال الإقتصادية و قوى الإنتاج من زراعة و رعى و صناعة و تجارة و توضيح الأحوال الإجتماعية التى شملت عناصر السكان و مواطن إستقرارهم و أثرهم فى المجتمع ثم البناء الطبقى و بعض المظاهر الإجتماعية و التعرف على الحياة الثقافية فى ضوء إنتشار الإسلام و التعريب و تطور الحياة التعليمية و المذاهب و الفرق التى انتشرت فى بلاد الجريد و أخيرًا تصنيف العلوم و العمارة و الفنون.
وتذيل هذه الفصول بخاتمة عرضنا فيها لما إنتهينا إليه من نتائج أسفرت عنها الدراسة نجملها فيما يلي:
أسهمت بلاد الجريد منذ دخولها الإسلام بنصيب في عمليات إنتشار الإسلام والتعريب في بلاد المغرب، فكانت بمثابة حصن للمسلمين والإسلام كما كانت من قبل حصناً للمسيحية والرومان، كما وجهت الأنظار إلي أهمية التجارة مع بلاد السودان وشاركت في تأسيس منشآت مدينة القيروان.
تهيأ لبلاد الجريد بفضل موقعها الجغرافي وعوامل أخري أن تصبح مركزا للمعارضة للحكومات التي تعاقبت علي حكم بلاد المغرب وأن تكون ملجأ للفارين وملاذاً للثائرين وأصحاب العقائد والأفكار والمذاهب المخالفة للسلطة الحاكمة كما كانت مرتعا خصبا للخصومات المذهبية ومسرحاً مناسباً للاضطرابات السياسية والخصومات القبلية وبؤرة حيوية للنزاعات الانفصالية والاستقلالية و إذا كان أهالي بلاد الجريد قد ثاروا ضد العرب أو تقبلوا مذاهب خارجية فليس معني ذلك أنهم رفضوا الإسلام أو العروبة بل علي العكس من ذلك فقد تحمسوا للاسلام اشد التحمس و دخلوا فيه افواجا.
قدمت بلاد الجريد بفضل الغزوة الهلالية نموذجا فعالا ومؤثرا للتعاون مع القبائل العربية كان بمثابة تجربة اصلاحية شملت كافة النواحى السياسية و الحضارية فى بلاد الجريد.
لم تسلس بلاد الجريد لطاعة الموحدين؛ لذلك وقعت فريسة لنزاع عنيف بين الموحدين و أمرائها السابقين كما لم تقو على مقاومة الطامعين والمغامرين.
أفلحت بلاد الجريد فى العصر الحفصى فى انشاء امارات محلية مستقلة اثرت و تأثرت بصورة عميقة بما حولها.
كانت بلاد الجريد دوما مثالا للحضارة الكبيرة التى يعود تقدمها و ازدهارها الى ما يوجد بها من مقومات و مؤهلات عديدة للنجاح.