الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من أهم الأمور التي يجب على الآباء أن يحرصوا عليها اختيار أسماء حسنة لأولادهم ، فإن ذلك الاسم يكون بمثابة عنوان الابن ودلالة عليه وكما يقولون لكلٍ من اسمه نصيب ، وكان العرب في الجاهلية يحسنون أسماء عبيدهم ويختارون أسماء فيها قسوة وغلظة لأبنائهم ، وقد سئل بعضهم : لم تسمون أبناءكم شر الأسماء نحو كلب وذئب وعبيدكم بأحسنها نحو مرزوق ورابح ؟ فقال : إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا وعبيدنا لأنفسنا . ” (1) ، لذلك وصّى النبي - - بحسن اختيار الأسماء ، وجعل عمر بن الخطاب - - اختيار اسم سيئ للابن من عقوق الوالد لابنه ” وفي ذلك يروى أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب – - ، يشكو إليه عقوق ابنه ، فأحضر عمر الابن وأَنَّبَه على عقوقه لأبيه ، فقال : يا أمير المؤمنين ؛ أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال : بلى ، قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : أن ينتقي أمه ، وأن يحسن أسمه ، وأن يعلمه الكتاب – أي القرآن – فقال الابن : يا أمير المؤمنين ؛ فإن أبي لم يفعل شيئا من ذلك ، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي ، وقد سماني جعلا – أي جعرانا –ولم يعلمني من القرآن حرفا واحدا ، فالتفت عمر – – إلى الرجل وقال له : قم ، فقد عققت ابنك قبل أن يعقك ، وأسأت إليه قبل أن يسيئ إليك . ” (2) . |