الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الربط هو التماسك بين أجزاء النص من خلال وجود مجموعة من العناصر الرابطة، يقوم كل عنصر فيها بوظيفته داخل النص، وتلك العناصر أو الأدوات تتنوع داخل النص، وتتعدد تبعًا للغاية المرجوة منها. أما النص القرآني، فقد جاء الاختيار له بوصفه نصًا تطبيقيًا نتيجةً للخصوصية التي تمتع بها هذا النص؛ حيث امتاز بسمو غاياته وشريف مقاصده، أن به من الأخلاق فصولاً وفصولاً، وكثير من الحكم والآداب، وطرق شتى في التهذيب من اعتبار وتخويف وإنذار. إن القصص القرآني لم يترك دربًا أو بابًا يخص حكمةً أو خلقًا إلا وطرقه، كما احتوى على الكثير من تاريخ الأنبياء والمرسلين. كذلك ذلك جاء في قول واضح، وأسلوب حكيم، كدليل يهتدي به الناس في صحراء دروبهم، يعلمهم الخلق، ويبين لهم كيف يكون الإيمان، فبه تعمر القلوب، وتزهو العقول. من هنا كان اختيار القصص القرآني كمادة تطبيقية لهذه الدراسة، حيث أشرف بالعمل والبحث في ذلك البحر الزاهر الذي لا ينضب. أما الدراسة النحوية النصية فهو ذلك المنهج الذي يركز على دراسة النص، ودراسته باعتباره حدثًا تواصليًا وتفاعليًا لغويًا، يشتمل على ثلاثة أبعاد رئيسة، هي: كيفية استخدام أدوات اللغة، والتفاعل بين جزئيات النص وعملية الإنتاج للنص. إن ذلك المنهج لم يقف عند حدود الجملة، وإنما ربط بين نحو الجملة ونحو النص؛ حيث عد دراسة الجملة تمهيدًا لدراسة النص، وقد جاء علم نحو النص مهتمًا بالربط وأدواته تحديدًا؛ حيث أفرد للربط وعناصره أبوابًا وفصولاً مستقلة؛ لأنه معيار أساسي من معايير تحقق النصية داخل النصوص. |