الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ”أدى انتشار وسائل وسائل التقدم التكنولوجى فى مجال الإنترنت إلى حدوث تغيرات اجتماعية خطيرة فى العصر الحديث، فبات من اللازم وضع ضمانات لحماية الحياة الخاصة للناس تتواكب مع هذا التطور الهائل الذى تشهده استخدامات الإنترنت، التى فاقت كل التوقعات، فكانت وبحق من الظواهر الإنسانية الجديرة بالبحث والتقصى، لما لها من انعكاسات على خصوصية الإنسان وحقه فى التمتع بحياته الخاصة دون تطفل عليه من أحد. إن حق الإنسان فى احترام حياته الخاصة هو من أهم الحقوق ذات القيمة الكبرى لدى الأمم المتحضرة، ويعد واحداً من أهم الموضوعات التى تناولها فقهاء القانون العام، ونظراً لارتباطه إرتباطاً وثيقاً بمسألة بعيدة الخطر فى حياة الفرد فى المجتمع الذى يعيش فيه، وهى الحرية وما يتصل بها من صون لكرامته واحترام لآدميته، فلا يتطفل عليه متطفل فيما يود الاحتفاظ به لنفسه، ولا تنتهك سرية محادثاته التى يحيطها دائما بهالة من السرية والكتمان. وليس من شك فى أن الإنسان وحقوقه هو محور القانون الذى يسعى لحمايته وتحقيق مصالحه وإقامة نوع من التوازن العادل بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع. والإنترنت ظاهرة ذات طبيعة تقنية إنسانية، فهو ليس مجرد ظاهرة إلكترونية تحتاج إلى قدر من المعرفة المتخصصة، وإنما له طبيعة إنسانية تستلزم التقيد بمجموعة من القواعد السلوكية ذات الطابع الأخلاقى التى تمثل أصولاً صحيحة فى التعامل بين البشر من خلالها. وسوف نحاول وضع منهجية تتناول البحث فى ظاهرة الإنترنت وانعكاساتها على الحياة الخاصة للناس”. |