Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إدراك صورة الذات وصورة الآخرمن خلال الرؤية النمطية المتبادلة دراسة في ديناميات العلاقة بين الجنسين/
الناشر
أماني محمود محمد عبد العزيز،
المؤلف
عبد العزيز،أماني محمود محمد
الموضوع
إدراك الذات الرؤية النمطية صورة الآخر
تاريخ النشر
2009 .
عدد الصفحات
ص.310:
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 356

from 356

المستخلص

لما كان العالم الذي نعيش فيه ابعد بكثير من أن تراه عيوننا واكبر بكثير من أن ندركه بما نملك من حواس واعقد من أن نعرفه بالخبرة والتجربة الذاتية والاتصال المباشر، لذلك كان على الإنسان أن يلجا إلى تكوين صور ذهنية عن العالم الخارجي وعن الآخرين, يستعين بها ويعتمد عليها وهى قدرة أنعم الله بها عليه وخصه بها دون سائر الكائنات الآخرى، وهكذا تشكل الصور جانباً كبيراً من مدارك الفرد ومعارفه مما يجعل لها أثراً واضحاً على سلوك الفرد وقراراته وحساباته وتوقعاته وردود أفعاله وحياته بصفة عامة. (راجية أحمد قنديل29:1989)
ولهذا كانت الصور الذهنية على درجة من الأهمية في حياة الإنسان حيث أنها ثوثر على وعى وإدراك الفرد وتوجيه سلوكه وتفاعله الاجتماعى مع المحيطين به، فقد بدأ الاهتمام بالدراسات الخاصة عن القوالب النمطية الذهنية الجامدة عن الشعوب والجماعات منذ عهد قريب لمعرفة سماتهم وخصائصهم والتى تساعدنا على فهم العالم وتضيق نطاق المجهلة، ولذلك توفرت لدينا صور نمطية عن المصريون والانجليز والفرنسيون والايطاليون واليهود ..... وغيرهم والتى أثرت على رؤيتنا لهم وسلوكنا معهم وأصبحت هذه الصور تنتقل من جيل لآخر بصرف النظر عن مدى صحتها أو عدم صحتها.
كما أن للصور النمطية دوراً هاماً فى رصد صورة الذات وصورة الآخر وخاصة الرؤى المتبادلة بين الجنسين (صورة الرجل والمرأة) ومعرفة الخصائص والسمات المرتبطة بالسيدات والرجال وذلك لما لها من دور فى فهم التفاعل الاجتماعى، فالإنسان كائن اجتماعى لايستطيع الحياة بمفرده وهو دائماً فى حاجة الى التواصل مع الآخر من أجل تحقيق ذاته ولكى يشعر بالسعادة لانتمائه إلى آخرين مما يكسبه الشعور بالثقة فى نفسه وفى قدراته وبالتالى يصبح قادراً على العمل والعطاء، فعلاقتنا مع غيرنا قد تكون مصدر للشعور بالرضا أوعدم الرضا، أو قد نشعر بالنجاح أو الفشل وبقدر فهمنا للآخر نستطيع التعامل معه بصورة إيجابية واذا فشلنا فإنه يرجع لعدم إدراكنا له ولذلك من الأهمية رصد الرؤى المتبادلة بين الرجل والمرأة ومعرفة كيف يرى كلاً منهما الآخر؟
فمنذ أن خلق الله الإنسان خلق الذكر والانثى وتوجد بينهم فروق مختلفة ولكن تم توسيع نطاق الفروق البيولوجية بينهم وادراك المرأة على أنها أقل من الرجل وهذا ما أكدته العوامل الثقافية ولذلك تعتبر قضية الجنس من القضايا الهامة التى يتم دراستها، فهناك تنميط جنسى يمارس على الطفل منذ معرفة نوع جنسه والذى يستمرمعه من الميلاد حتى الشيخوخة والذى تدعمه الأسرة من خلال اساليب التنشئة الاجتماعية من ثواب وعقاب وتدليل وحماية زائدة وتسلط ... وغيرها، وأيضاً من خلال المدرسة والكتب والمناهج الدراسية وجماعة الأقران ووسائل الإعلام من إذاعة وتليفزيون وصحف ومجلات وغيرها، وهكذا يربى الفتى والفتاة كل على حسب جنسه فيتعلموا السلوك الملائم لجنسهم فيشجع الولد على المبادأة والشجاعة والمخاطرة أما البنت تشجع على التعاون والعطاء والطاعة، وهكذا تصبح هناك صورة عامة عن المرأة والرجل والذى يرجع الى التنميط الجنسى والذى تؤكده ثقافة المجتمع، ولكن نجد الآن صورة المرأة والرجل تختلف بإختلاف البيئة الثقافية والحضارية وذلك عند المقارنة بين حضارتين مثل (بحرى وقبلى)، كما نجد إنه فى ظل الظروف الحالية والتحولات الاقتصادية والاجتماعية نجد أن المرأة تقوم بأدوار متعددة فهى زوجة وأم وعاملة وأخت وزميلة .. الخ، وكذلك الرجل يقوم بأدوار متعددة فهو أب وزوج وعامل وأخ وزميل ... الخ والتى توثر على صورته لذاته، فكيف فى ظل هذا التعدد من الأدوار ننظر الى المرأة والرجل نظرة أحادية بغض النظر على ما يقوموا به من أدوار، فالدور الذى يقوم به الفرد له أهمية فى تكوين صورته عن نفسه وفى رؤيته للآخر.
ولذلك نحن نهتم بمعرفة التنميطات التى تقع على الأدوارالتى يقوم بها الرجل والمرأة وهل هى تتفق أم تختلف؟ وإذا اتفقت الصور النمطية مع اختلاف الأدوار التى يقوم بها الفرد فيرجع إلى ان ” تعتبر النمطية دالة الانسجام مع الوجود ومن يخرج عن النمطية يكون قد خرج عن دستور الوجود وأعلن عدم الطاعة والعصيان ولذلك يسعى المجتمع جاهداً لاستيعاب أفراده الصور النمطية الخاصة بالجنسين وذلك من خلال التربية والتي تأخذ بأساليب الثواب والعقاب فهي تشجع المطيع والذي يصب سلوكه تبعاً للقوالب النمطية الخاصة بجنسه وتقديم المكأفات إليه والتربية عملية مستمرة من المهد إلى الشيخوخة فهي صارت هكذا بسبب وسائل الإعلام و حتى يتسنى للخارج عن النمطية الرجوع إليها وتحقيق الانسجام بين إبناء المجتمع ووضعهم في قوالب نمطية واحدة فالإنسان لا ينفصل عن الوجود بل هو جزء لا يتجزأ منه ولذلك يحافظ المجتمع على النمطية من خلال التربية والتربية الدينية والعرف والقانون والقيم والتقاليد الاجتماعية والنمطية ليست مرادفاً للتخلف كما يعتقد بعض الناس ولكنها تؤكد على الانسجام والتوافق بين الناس”.(يوسف ميخائيل اسعد 1991: 93-94)
ولذلك نحن بحاجة إلى معرفة أهم التنميطات الشائعة بين الجنسين الرجل والمرأة ( صورة الذات وصورة الآخر ) عن أدوارهم المختلفة، فعندما يعرف الفرد أدواره الاجتماعية يستطيع أن يعرف نفسه وكيف يتعامل مع من حوله وما مشاعرالآخرين نحوه واتجاههم ولكي يساعده ذلك على التواصل مع الآخر والتي تعتبر من أهم الحاجات الضرورية لنمو الفرد السليم وتوافقه النفسي والاجتماعي لكي يتمتع بصحة نفسية.
ثانياً- مشكلة الدراسة:
أن السعي نحو فهم الذات والآخر هي أولى خطوات التواصل الفعال بين الأفراد والجماعات وكم نحن بحاجة في عالمنا العربي إلى تواصل يصل بيننا ما انقطع يجمع الشتات قوة تدفع بنا على طريق اللحاق بركب التقدم والخلاص من وضعية التخلف وتواصل يتيح مكاناً كريماً ودوراً فعالاً للجميع الرجل والمرآة , الطفل والشاب , الرجل والكهل , الفقير والغنى , من يعرف شيئاً ولا يعرفه آخر, يعرف شيئاً آخر لا يعرفه الأول , العامل , الفلاح، والكاتب ..... الجميع.( محمد سيد خليل وآخرون 2003 :134)
ولقد سعى الإنسان دوماً منذ فجر التاريخ إلى التصنيف النمطي لأصدقائه و لأعدائه على حد سواء ، فيميل البشر إلى التصنيف النمطي للجماعات فهو قديم قدم الوعي البشرى نفسه جميعاً يمارسونه ويمارس حيلهم دون استثناء. (قدري حفني 1982 عن طه احمد المستكاوى1996 : 27)
ومفهوم الأفكار النمطية انتشر انتشاراً كبيراً في السنوات الأخيرة خاصة في مجال علم النفس الاجتماعي وفى الأعلام والاتصال نظراً للأهمية التي تلعبها الأفكار النمطية في دراسة الشخصية والتفاعل بين الجماعات وفى العلاقات العامة وبحوث الرأي العام وحل الصراع بين الجماعات ومقاومة التعصب وأيضاً في مجال العلاقات بين الأمم والشعوب وعلى الرغم من قرب أو بعد الأفكار النمطية الجامدة في الواقع وعلى الرغم من اعتمادها على الأدلة والوثائق والإشاعات والأقوال والحكايات فإنها في نهاية الأمر تمثل واقعاً صادقاً لمن يحملونها في روؤسهم.( على عجوة 1983 عن طه احمد المستكاوى 1996: 27 )
ومصطلح الأفكار النمطية أو القوالب النمطية الجامدة استعاره الصحفي والمفكر الأمريكي المعروف ( والترليبمان( Walter Lippman من عالم الطباعة حيث يشير إلى القالب الذي تصب على نسقه حروف الطباعة , لكي يستخدمها في مجال آخر بعيد تماماً هو مجال الاتجاهات والأفكار إذا اتسمت العمليات الذهنية التي تشكل مادة الخبرة في نماذج ثابتة بطابع جامد متصلب.
ويوضح ليبمان فكرته فيقول : إذا فكرنا من خلال القوالب الجامدة فنحن لا نرى الأشياء أولاً ثم نعرفها ولكن نحن نعرفها ثم نراها من بعد. ( السيد يس 1993: 35 )
وعملية التنميط تمثل ظاهرة اجتماعية ثقافية موجودة في أي مجتمع إنساني وهى نتاج التفاعل المستمر بين الأفراد ولها جذورها التاريخية عبر الزمان. (عبد اللطيف محمد خليفة 2003: 87)
وتتفق الباحثة على أهمية القوالب النمطية الجامدة و أثرها على رؤية صورة الذات وصورة الآخر (الرجل والمرآة) الصورة الذكرية والصورة الأنثوية وتأثيرها على العلاقة بينهما في التفاعل الاجتماعي.
ونحن لا ننظر إلى العلاقة بين الجنسين على أنها علاقة ذكر بأنثى و إنما باعتبارها علاقة وجودين بالمعنى الإنساني الشامل فالمسالة ليست مجرد تصور للذات بقدر ما هي تتعلق بموقع الذات فى العالم وذلك بالمقارنة بالجنس الآخر وما بينهم من علاقات فالإنسان تجاوز عن وجوده البيولوجي إلى الوجود الإنساني فكلاً من المرأة والرجل لا تمليهم عليهم خصائصهم البيولوجية وإنما تستخدم هذه الخصائص البيولوجية للتعبير عن الخلفية الاجتماعية.( فرج احمد فرج1973: 39-43 )
كما يرى (فرج احمد) أن الكثير من خصائص النساء والرجال هو فى حقيقة الأمر نتاج لدور اجتماعي يقوم به المرء رجلا كان أو امرأة ولقد أصبح الرجل على ما هو عليه نفسياً وعقلياً واجتماعياً بفضل دوره الانتاجى كما أصبحت المرأة على ما هى عليه بسبب دورها الإنتاجي بل إن هذا الدور الإنتاجي يعكس أثاره على كثير من الخصائص الجسمية والبيولوجية. (المرجع السابق)